الإبّان (مفردات نهج البلاغة)
ذخیره مقاله با فرمت پی دی اف
الحين، أو الأوان، أو أوّل الشيء، و لا يستعمل إلّامضافاً.
فإبّانُ كلِّ شيء: وقْتُهُ و حينُهُ الذي يكون فيه، أو زمنه المهيّأ لفعله ومجيئه، و يقال: كُلِ الفواكه في إبّانها، أي: في حينها، و أتانا فلان إبّانَ الحَرّ أو البرد؛ أي:أتانا في ذلك الوقت. و في إبّانِ شبابهِ؛ أي خِلالِهِ، أو زَمَن شبابه. و في الحديث:«هذا إبّانُ نُجُومِه»
أي: وقت ظهوره. وسمي المرعىٰ «أبّا» كقوله تعالىٰ: «وَفَاكِهَةً وَأبّاً»
من أبَّ لنشئه أوّلاً بعد المطر، ومنه إبّان النبات، لأوّل خروجه، ثم توسّع، فقيل: إبّان الشباب؛ لمناسبة ظاهرة، ثم إبّان كلّ شيء أوّل وقته.
و إبّان هو «فِعلان» من أبَّ، فنونه زائدة من وجه، أو أنّ وزنه «إفعال» فنونه أصلية من وجه آخر
.
قال أمير المؤمنين علي عليه السلام وهو يومئ فيها الىٰ الملاحم ويصف فئة من أهل الضلال: «يا قَوْمِ، هٰذا إبَّانُ وُرودِ كُلِّ مَوْعُودٍ، وَدُنُوٍّ مِنْ طَلْعَةِ ما لاتَعْرِفُونَ»
.أي: أنّ هذا الوقت وقت ورود كلّ موعود يأتي قبل يوم القيامة، و يكون من علامات حدوثها ظهور الفتن والبلاء وتسلّط الظلمة.
وقال عليه السلام محذّراً من هول الصراط: «فاتَّقُوا اللّٰهَ عِبادَ اللّٰهِ تَقِيَّةَ ذي لُبٍّ شَغَل التَّفَكُّرُ قَلْبَهُ، وَأنْصَبَ الْخَوْفُ بَدَنَهُ، وَأسْهَرَ التَّهَجُّدُ غِرارَ نَوْمِهِ، وَأظْمَأ الرَّجاءُ هَواجِرَ يَوْمِهِ، وَظَلَفَ الزُّهْدُ شَهَواتِهِ، وَ أوْجَفَ الذِّكْرُ بِلِسانِهِ، وَقَدَّمَ الْخَوْفَ لأبّانِهِ [
لِأَمانِهِ]»
لإبّانه: لحينه
. وهذا جزء من خطبته العجيبة المسمّاة ب «الغراء» وفيها ذكر لنعوت اللّٰه جلّ شأنه، والوصية بتقواه تعالىٰ التي من لوازمها سلوك طريق الجنة ووجوب السعي الدؤوب لها وإدراكها عن فكر ووعي، وذلك باستشعار الخشية، والاسراع إلىٰ الأعمال الصالحة، والامتناع عن الشهوات والجنوح إلىٰ هوىٰ النفس، والذكر الدائم للّٰهتعالىٰ، وحمده والثناء عليه، وتعداد نعمه وشكره.
حسینی، جعفر،معجم مفردات نهجالبلاغه،