الإدراکات
ذخیره مقاله با فرمت پی دی اف
الإدراکات في إصطلاح
الفلسفة بمعنى ((أقسام
العلوم)) لها إطلاقات متعددة، وقد أحصىها
الصدر المتألهین رح منها:
الادراک،
التّذکّر،
التّصوّر،
الحدس،
الحفظ،
الحکمة،
الدّرایة،
الذّکاء،
الذّکر،
الذّهن،
الرّای،
الرّویّة،
الشّعور،
الظّنّ،
العقل،
العلم،
الفطنة،
الفکر،
الفهم،
الکیاسة،
المعرفة،
الوهم.
ألفاظ التي استعملت في بيان أقسام
العلوم فهي كثيرة ومتقاربة المفهوم أيضاً، منها:
"الادراک" وهو
اللّقاء و
الوصول. ف
القوّة العاقلة اذا وصلت إلی
ماهیّة المعقول وحصّلتها کان ذلک ادراکا لها من هذه الجهة.
"الشّعور" وهو ادراک بغیر استثبات. وهو اوّل مراتب وصول
العلم الی القوّة العاقلة. وکانّه ادراک متزلزل.
"التّصوّر" اذا حصل وقوف القوّة العاقلة علی المعنی وادراکه بتمامه، فذلک هو التّصوّر... وعند
الحکماء موضوعة لعدّة معان، لکنّها مشترکة فی معنی واحد، هو ما به یصیر الشّیء بالفعل هو ذلک الامر.
"الحفظ" فاذا حصلت
الصّور فی
العقل وتاکّدت، واستحکمت وصارت بحیث لوزالت لتمکّنت القوّة العاقلة من استرجاعها، واستعوادها سمّیت تلک الحالة حفظا.
واعلم انّ نسبة
الحفظ الی الادراک کنسبة
الفعل الی القبول.
"التّذکّر" وهو انّ
الصّورة المحفوظة اذا زالت عن القوّة العاقلة فاذا حاول الذّهن استرجاعها فتلک المحاولة هو التّذکّر.
"الذّکر"
الصّورة الزّائلة اذا عادت وحضرت، سمّی وجدانها ذکرا. وان لم یکن
الادراک مسبوقا بالزّوال لم یسمّ ذکرا.
"المعرفة" وقد اختلفت الاقوال فی تفسیرها:
فمنهم من قال: انّها
ادراک الجزئیّات،
والعلم ادراک
الکلّیّات.
وآخرون قالوا: انّها
التّصوّر،
والعلم هو
التّصدیق.
وهؤلاء جعلوا
العرفان اعظم رتبة من
العلم.
"الفهم" وهو تصوّر الشّیء من لفظ
المخاطب.
والافهام هو ایصال المعنی باللّفظ الی فهم
السّامع.
"الفقه"وهو
العلم بغرض
المخاطب من کلامه.
"العقل" ویقال علی انحاء کثیرة:
هوالعلم بمصالح الامور ومنافعها ومضارّها، وحسن افعالها وقبحها (الجمهور).
قوّة النّفس الّتی یحصل بها للانسان،
الیقین بالمقدّمات
الکلّیّة الصّادقة
الضّروریّة، لا عن قیاس وفکر، بل بالطّبع و
الفطرة (الفلاسفة فی کتب البرهان).
ما یذکر فی کتب
الأخلاق المسمّی ب
العقل العملیّ...
"الحکمة" وهی ایضا تطلق علی معان:
فتارة یطلق اسمها لکلّ
علم حسن و
عمل صالح.
وتارة تطلق علی نفس العمل.
ثمّ قد حدّت
الحکمة باقوال مختلفة:
فقیل: هی
معرفة الاشیاء.
وقیل: الحکمة هی الاتیان بالفعل الّذی له عاقبة محمودة.
وقالت
الفلاسفة: الحکمة هی التّشبّه بالالة بقدر الطّاقة البشریّة فی
العلم والعمل.
"الدّرایة" وهی المعرفة الحاصلة بضرب من الحیلة. وهو تقدیم المقدّمات واستعمال
الرّویّة.
"الذّهن" وهو
قوّة النّفس علی اکتساب
العلوم الّتی هی غیر حاصلة.
لا بدّ للنّفس من ان تکون متمکّنة من تحصیل المعارف
والعلوم. وذلک التّمکن هو هیئة استعدادیّة للنّفس لتحصیل هذه
المعارف، وهی
الذّهن.
"الفکر" وهو انتقال
النّفس من المعلومات
التّصوّریّة و
التّصدیقیّة الحاضرة فیها الی مجهولاتها المستحضرة.
"الحدس" ولا شکّ انّ الفکر لا یتمّ الّا بوجدان شیء متوسّط بین طرفی المجهول، لتصیر
النّسبة المجهولة
معلومة... والنّفس حال کونها جاهلة کانّها واقعة فی ظلمة ظلماء، فلا بدّ من قائد یقودها، او روزنة یضیء لها موضع قدمها. وذلک الموضع هو الحدّ المتوسّط بین الطّرفین. وتلک الروزنة هو
التّحدّس بذلک دفعة. فاستعداد النّفس لوجدان ذلک المتوسّط بالتّحدّس هوالحدس.
"الذّکاء" وهو شدّة هذا الحدس وکماله
وبلوغه. وذلک لانّ الذّکاء هو الامضاء فی الامور وسرعة القطع بالحقّ.
"الفطنة وهی عبارة عن التّنبّه بشیء قصد تعریفه. ولذلک انّها تستعمل فی الاکثر فی استنباط الاحاجی والالغاز.
"الخاطر" والخطور حرکة النّفس لتحصیل
الدّلیل. وفی الحقیقة ذلک
المعلوم هو الخاطر بالبال والحاضر فی
النّفس، الّا انّ النّفس لمّا کانت محلًا لذلک المعنی الخاطر، جعلت خاطرا تسمیة للمحلّ باسم الحالّ.
"الوهم" وهو
الاعتقاد المرجوح.
وقد یقال: انّه عبارة عن الحکم بامور جزئیّة غیر محسوسة لاشخاص جزئیّة جسمانیّة، کحکم السّخلة بصداقة الامّ وعداوة الذّئب.
وقد یطلق علی القوّة الّتی تدرک هذا المعنی. وهی
الواهمة.
"الظّنّ" وهو الاعتقاد الرّاجح. وهو متفاوت الدّرجات قوّة وضعفا. ثمّ انّ المتناهی فی القوّة قد یطلق علیه اسم
العلم.
"الرّویّة" وهی ما کان من
المعرفة بعد فکر کثیر.
"الکیاسة" وهی تمکّن النّفس من استنباط ما هو انفع للشّخص.
"الخبر" (بضّمّ الخاء) وهو
معرفة یتوصّل الیها بطریق
التّجربة و
التّفتیش.
"الرّای" وهو اجالة الخاطر فی المقدّمات الّتی یرجی منها انتاج المطلوب.
وقد یقال للقضیّة المنتجة من الرّای: رای. و
الرّای للفکرة کالآلة للصّانع.
"الفراسة" وهی
الاستدلال بالخلق الظّاهر
علی الخلق الباطن... فکانّ الفراسة اختلاس
المعارف. وذلک ضربان:
ضرب یحصل للانسان عن خاطر لا یعرف له سبب، وذلک ضرب من الالهام، بل ضرب من الوحی...
وضرب آخر ما یکون بصناعة
وتعلّم، وهی الاستدلال بالاشکال الظّاهرة علی الاخلاق الباطنة.
مجمع البحوث الإسلامیة، شرح المصطلحات الفلسفیة، المأخوذ من عنوان «الإدراکات» ج۱، ص۱۱-۱۳.