بَرّ (لغاتقرآن)
ذخیره مقاله با فرمت پی دی اف
(اِنَّ الاَبْرارَ یَشْرَبُونَ)«ابرار» جمع
«بارّ»
و قد قدم المفسرون للقرآن الكريم تفاسير مختلفة لأیضاح معنی
الْأَبْرارَ فی الایات المختلفه.نذكر أهمها في ما يلي
«بَرّ» (علی وزن رَبّ) و أصله
الاتّساع ، و أطلق
«البر» على الصحراء لا تساعها مساحتها، و تطلق هذه المفردة على الصالحين الذين تكون نتائج أعمالهم واسعة في المجتمع، و
البر (بكسر الباء) هو ا
لإحسان، و قال بعض: إنّ الفرق بين البر و
«الخیر» هو أنّ «البر يراد به الإحسان مع التوجه و الإرادة الْأَبْرارَ»
و أمّا
«الخیر»الخير فإنّ له معنى أعمّ. و فی السورة
«الانفطار» تريد «
العقائد السليمة»،و
النیّات و الأعمال
الصالحة.
قال العلامة الطباطبايي فی تفسیر
(إِنَّ الْأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِن كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا) : و الأبرار جمع بر بفتح الباء
صفة مشبهة من البر وهو
الإحسان و يتحصل معناه في أن يحسن الإنسان في
عمله من غير أن يريد به نفعا يرجع إليه من جزاء أو شكور فهو يريد
الخیر لأنه خير لا لأن فيه نفعا يرجع إلى نفسه وإن كرهت نفسه ذلك فيصبر على مر مخالفة نفسه فيما يريده ويعمل العمل لأنه خير في نفسه كالوفاء
بالنذر أو لأن فيه خيرا لغيره کالطعام
الطعام للمستحقين من عباد الله. و إذ لا خير في عمل ولا صلاح إلا
الإیمان بالله ورسوله و
الیوم الآخر كما قال تعالى :
(أُولئِكَ لَمْ يُؤْمِنُوا فَأَحْبَطَ اللَّهُ أَعْمالَهُمْ) « أُولئِكَ لَمْ يُؤْمِنُوا فَأَحْبَطَ اللهُ أَعْمالَهُمْ»فالأبرار مؤمنون بالله ورسوله واليوم الآخر ، وإذ كان إيمانهم إيمان
رشد و
بصیرة فهم يرون أنفسهم عبيدا مملوكين لربهم ، له خلقهم وأمرهم ، لا يملكون لأنفسهم
نفعا ولا
ضرا عليهم أن لا يريدوا إلا ما
أراده ربهم ولا يفعلوا إلا ما يرتضيه فقدموا إرادته على إرادة أنفسهم وعملوا له فصبروا على مخالفة أنفسهم فيما تهواه وتحبه وكلفة الطاعة ، وعملوا ما عملوه لوجه الله ، فأخلصوا العبودية في مرحلة العمل لله سبحانه.
[<]
قال طبرسی فی مجمع البیان: «إِنَّ اَلْأَبْرََارَ» و هو جمع البر المطيع لله المحسن في أفعالهو قال الحسن هم الذين لا يؤذون الذر و لا يرضون الشر و قيل هم الذين يقضون الحقوق اللازمة و النافلة و قد أجمع أهل البيت (ع) و موافقوهم و كثير من مخالفيهم إن المراد بذلك علي و فاطمة و الحسن و الحسين (علیهم السلام).
المکارم شیرازی، الناصر، الامثل فی کتاب الله المنزل،ج۱۹، ص۲۵۵.