اَثَم (لغاتالقرآن)
ذخیره مقاله با فرمت پی دی اف
اِثْم: (قُلْ فِیْهِمآ اِثْمٌ کَبِیرٌ)«اثْم»من مادّه
«اثم»علي وفق
«معجم مقاییس اللغة» تَدُلُّ عَلَى أَصْلٍ وَاحِدٍ، وَهُوَ الْبُطْءُ وَالتَّأَخُّرُ؛
و الإثمّ في الأصل يعني كل عمل مضرّ، و كل ما يوجب انحطاط مقام الإنسان و تردّي منزلته، و يمنعه و يحرمه من نيل الثواب و الأجر الحسن. و على هذا يدخل كل نوع من أنواع الذنوب في المفهوم الواسع للإثم.و لكن بعض المفسّرين أخذوا الإثمّ هنا فقط بمعنى
(«الخمر»)و استدلوا لذلك بالشعر المعروف.
شربت الإثمّ حتى ضلّ عقلي
كذاك الإثمّ يصنع بالعقول
و لكنّ الظاهر أنّ هذا المعنى ليس هو تمام مفهوم الكلمة، بل أحد مصاديقه.
.
الخليل: أثم فلان يأثم إثما،أي وقع في الإثم، كقولك:حرج،إذا وقع في الحرج.و تأثّم،أي تحرّج من الإثم و كفّ عنه.و الأثام في جملة التّفسير:عقوبة الإثم،و الأثيم و الأثّام و الأثيمة:في كثرة ركوب الإثم.و الآثم:الفاعل.
أبو عمرو الشّيبانيّ: يقال:لقي فلان آثام ذلك، أي جزاء ذلك.
الفرّاء: أثمه اللّه يأثمه إثما و أثاما،أي جازاه جزاء الإثم،و العبد مأثوم،أي مجزيّ جزاء إثمه.
المبرّد: الأثام:الهلاك.
ثعلب: الإثم:القمار،و هو أن يهلك الرّجل و يذهب ماله.و الإثام:عقوبة الإثم.
ابن دريد: أثم يأثم إثما فهو أثيم و آثم،و المآثم جمع مأثم،و رجل أثيم و هو الأثّام،و الآثام جمع إثم.و الأثام مقصور،لا أحبّ أن أتكلّم فيه،لأنّ المفسّرين يقولون في قوله عزّ و جلّ: وَ مَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ يَلْقَ أَثاماً الفرقان:۶۸،قالوا:هو واد في النّار.
الجوهريّ: الإثم:الذّنب.و قد أثم الرّجل بالكسر،إثما و مأثما،إذا وقع في الإثم،فهو آثم و أثيم و أثوم أيضا.
و أثمه اللّه في كذا يأثمه و يأثمه،أي عدّه عليه إثما،فهو مأثوم.
و آثمه،بالمدّ:أوقعه في الإثم.
و أثّمه،بالتّشديد،أي قال له:أثمت.
و قد تسمّى الخمر إثما.[
ثمّ استشهد بشعر
] و ناقة آثمة و نوق آثمات،أي مبطئات.
ابن فارس:الهمزة و الثّاء و الميم تدلّ على أصل واحد،و هو البطء و التّأخّر،يقال:ناقة آثمة،أي متأخّرة.
و الإثم مشتقّ من ذلك،لأنّ ذا الإثم بطيء عن الخير متأخّر عنه.
أبو هلال: الفرق بين الإثم و الخطيئة:أنّ الخطيئة قد تكون من غير تعمّد و لا يكون الإثم إلاّ تعمّدا،ثمّ كثر ذلك حتّى سمّيت الذّنوب كلّها خطايا،كما سمّيت إسرافا.
و أصل الإسراف مجاوزة الحدّ في الشّيء.
الفرق بين الإثم و الذّنب:أنّ الإثم في أصل اللّغة التّقصير؛أثم يأثم،إذا قصر. [
ثمّ استشهد بشعر
]
و من ثمّ سمّي الخمر إثما،لأنّها تقصر بشاربها، لذهابها بعقله.
الفرق بين الأثيم و الآثم:أنّ الأثيم المتهادي في الإثم،و الآثم فاعل الإثم.
الطّوسيّ: أثم يأثم إثما،فهو آثم و أثيم.و أثّمه تأثيما،إذا نسبه إلى الإثم.و تأثّم من فعل كذا.كقولك تحرّج منه للإثم به.
الرّاغب: الإثم و الأثام اسم للأفعال المبطئة عن الثّواب،و جمعه:آثام،و لتضمّنه لمعنى البطء.[
ثمّ استشهد بشعر
] و قد أثم و أثاما،فهو آثم و أثم و أثيم.و تأثّم:
خرج من إثمه،كقولهم تحوّب:خرج من حوبه و حرجه، أي ضيقه.و تسمية الكذب إثما لكون الكذب من جملة الإثم؛ و ذلك كتسمية الإنسان حيوانا،لكونه من جملته.)
الطّبرسيّ: الإثم:الفعل القبيح الّذي يستحقّ به اللّوم،و نظيره الوزر.
ابن الأثير:في الحديث:«من عضّ على شبدعه سلم من الأثام»الأثام،بالفتح:الإثم،يقال:أثم يأثم أثاما.و قيل:هو جزاء الإثم،و منه الحديث:«أعوذ بك من المأثم و المغرم»المأثم:الأمر الّذي يأثم به الإنسان،أو هو الإثم نفسه،وضعا للمصدر موضع الاسم.
و في حديث معاذ: «فأخبر بها عند موته تأثّما»أي تجنّبا للإثم.يقال:تأثّم فلان،إذا فعل فعلا خرج به من الإثم،كما يقال:تحرّج،إذا فعل ما يخرج به من الحرج.
و في حديث سعيد بن زيد: «و لو شهدت على العاشر لم إيثم»هي لغة لبعض العرب في«آثم»؛و ذلك أنّهم يكسرون حرف المضارعة في نحو:نعلم و تعلم، فلمّا كسروا الهمزة في«آثم»انقلبت الهمزة الأصليّة ياء.
اثم...وَ مَنْ يَكْتُمْها فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ...
مجاهد: كافر قلبه.
و هو المرويّ عن الإمام الباقر عليه السّلام.
السّدّيّ: فاجر قلبه.
الرّبيع: فقد ركب إثما عظيما.
الطّبريّ: مكتسب بكتمانه إيّاها معصية اللّه.
الطّوسيّ: إنّما أضاف إلى القلب مجازا،لأنّه محلّ الكتمان،و إلاّ فالآثم هو الحيّ.
البغويّ: أي فاجر قلبه،و أراد به مسخ القلب.
الزّمخشريّ:(آثم)خبر(انّ)،و(قلبه)رفع ب(آثم)على الفاعليّة،كأنّه قيل:فإنّه يأثم قلبه.و يجوز أن يرتفع(قلبه)بالابتداء،و(آثم)خبر مقدّم،و الجملة خبر(إنّ).
فإن قلت:هلاّ اقتصر على قوله: فَإِنَّهُ آثِمٌ و ما فائدة ذكر القلب،و الجملة هي الآثمة لا القلب وحده؟
قلت:كتمان الشّهادة هو أن يضمرها و لا يتكلّم بها، فلمّا كان إثما مقترنا بالقلب أسند إليه،لأنّ إسناد الفعل إلى الجارحة الّتي يعمل بها أبلغ.أ لا تراك تقول إذا أردت التّوكيد:هذا ممّا أبصرته عيني و ممّا سمعته أذني و ممّا عرفه قلبي،و لأنّ القلب هو رئيس الأعضاء،و المضغة الّتي إن صلحت صلح الجسد كلّه،و إن فسدت فسد الجسد كلّه.
فكأنّه قيل:فقد تمكّن الإثم في أصل نفسه و ملك أشرف مكان فيه،و لئلاّ يظنّ أنّ كتمان الشّهادة من الآثام المتعلّقة باللّسان فقط،و ليعلم أنّ القلب أصل متعلّقه و معدن اقترانه،و اللّسان ترجمان عنه،و لأنّ أفعال القلوب أعظم من أفعال سائر الجوارح،و هي لهاكالأصول الّتي تتشعّب منها.أ لا ترى أنّ أصل الحسنات و السّيّئات الإيمان و الكفر،و هما من أفعال القلوب.فإذا جعل كتمان الشّهادة من آثام القلوب فقد شهد له بأنّه من معاظم الذّنوب.
الطّبرسيّ: أضاف«الإثم»إلى القلب و إن كان الإثم هو للجملة،لأنّ اكتساب الإثم بكتمان الشّهادة يقع بالقلب،لأنّ العزم على الكتمان إنّما يقع بالقلب،و لأنّ إضافة الإثم إلى القلب أبلغ في الذّمّ،كما أنّ إضافة الإيمان إلى القلب أبلغ في المدح.قال تعالى:
(أُولئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمانَ) الفخر الرّازيّ: (الآثم):الفاجر.و قرأ ابن أبي عبلة (أثم قلبه)،أي جعله آثما.
القرطبيّ: مجاز،و هو آكد من الحقيقة في الدّلالة على الوعيد،و هو من بديع البيان و لطيف الإعراب عن المعاني.يقال:إثم القلب سبب مسخه.
البروسويّ: المراد مسخ القلب.
رشيد رضا:من آثام القلب سوء القصد و فساد النّيّة،و هي شرّ الذّنوب و الآثام.
الآلوسيّ: [
نحو الزّمخشريّ و أضاف:
] فيكون في الكلام تنبيه على أنّ الكتمان من أعظم الذّنوب.
و قيل:أسند الإثم إلى القلب لئلاّ يظنّ أنّ كتمان الشّهادة من الآثام المتعلّقة باللّسان فقط،و ليعلم أنّ القلب أصل متعلّقه و معدن اقترافه.
و قيل:للإشارة إلى أنّ أثر الكتمان يظهر في قلبه،أو للإشارة إلى أنّه يفسد قلبه فيفسد بدنه كلّه،و الكلّ ليس بشيء كما لا يخفى.
و قرئ قلبه بالنّصب على التّشبيه بالمفعول به، و(آثم)صفة مشبّهة.و جوّز أبو حيّان كونه بدلا من اسم(انّ)،بدل بعض من كلّ،و بعضهم كونه تمييزا،و استبعده أبو البقاء.
المراغيّ: و من يفعل ذلك يكن مجترحا للإثم مرتكبا للذّنب.و نسب«الإثم»إلى القلب،لأنّه هو الّذي يعي الوقائع و يدركها و يشهد بها،فهو آلة الشّعور و العقل؛ فكتمان الشّهادة عبارة عن حبس ذلك فيه،و الإثم كما يكون بعمل الجوارح و حركات الأعضاء يكون بعمل القلب و اللّبّ،كما يرشد إلى ذلك قوله تعالى:
(إِنَّ السَّمْعَ وَ الْبَصَرَ وَ الْفُؤادَ كُلُّ أُولئِكَ كانَ عَنْهُ مَسْؤُلاً الإسراء)و من آثام القلب:سوء القصد و فساد النّيّة و الحسد.
المصطفويّ: أي مبطئ عن السّير إلى الحقّ محجوب عنه.
اثما(...وَ لا تُطِعْ مِنْهُمْ آثِماً أَوْ كَفُوراً. الدّهر):
الحسن: الآثم هو المنافق.
قتادة: أراد بالآثم و الكفور أبا جهل.
مقاتل:أراد بالآثم عتبة بن ربيعة.
ابن زيد: الآثم:المذنب الظّالم،و الكفور هذا،كلّه واحد.
الطّبريّ:و لا تطع في معصية اللّه من مشركي قومك آثما،يريد:بركوبه معاصيه.
الميبديّ: الفاجر.
الفخر الرّازيّ: ما الفرق بين الآثم و الكفور؟
الجواب:الآثم هو المقدم على المعاصي أيّ معصية كانت،و الكفور هو الجاحد للنّعمة؛فكلّ كفور آثم،أمّا ليس كلّ آثم كفورا.و إنّما قلنا:إنّ الآثم عامّ في المعاصي كلّها،لأنّه تعالى قال:
(وَ مَنْ يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدِ افْتَرى إِثْماً عَظِيماً ) و قال:
(وَ لا تَكْتُمُوا الشَّهادَةَ وَ مَنْ يَكْتُمْها فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ) ، و قال:
(وَ ذَرُوا ظاهِرَ الْإِثْمِ وَ باطِنَهُ) ، و قال:
(يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَ الْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِما إِثْمٌ كَبِيرٌ ):
فدلّت هذه الآيات على أنّ الإثم شامل لكلّ المعاصي.
و اعلم أنّ كلّ من عبد غير اللّه فقد اجتمع في حقّه هذان الوصفان،لأنّه لمّا عبد غيره فقد عصاه و جحد إنعامه.إذا عرفت هذا فنقول.في الآية قولان:
الأوّل:إنّ المراد شخص معيّن،ثمّ منهم من قال:«الآثم و الكفور»هو شخص واحد،و هو أبو جهل، و منهم من قال:«الآثم»هو الوليد،و«الكفور»هو عتبة.
قال القفّال: و يدلّ عليه أنّه تعالى سمّى الوليد أثيما في قوله:
(وَ لا تُطِعْ كُلَّ حَلاّفٍ مَهِينٍ)إلى قوله:
(مَنّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ)و روى صاحب الكشّاف أنّ«الآثم»هو عتبة، و«الكفور»هو الوليد،لأنّ عتبة كان ركّابا للمآثم متعاطيا لأنواع الفسوق،و الوليد كان غاليا في الكفر.
القول الأوّل أولى؛لأنّه متأيّد بالقرآن.
الثّاني:إنّ«الآثم»و«الكفور»مطلقان غير مختصّين بشخص معيّن،و هذا هو الأقرب إلى الظّاهر.ثمّ قال الحسن:«الآثم»هو المنافق،و«الكفور»:مشركو العرب.و هذا ضعيف بل الحقّ ما ذكرناه من أنّ«الآثم» عامّ و«الكفور»خاصّ.
المراغيّ: هو الفاجر المجاهر بالمعاصي.
الطّباطبائيّ:المراد بالآثم المتلبّس بالمعصية، و بالكفور المبالغ في الكفر،فتشمل الآية الكفّار و الفسّاق جميعا.
الآثمين...
(وَ لا نَكْتُمُ شَهادَةَ اللّهِ إِنّا إِذاً لَمِنَ الْآثِمِينَ).
الزّمخشريّ: قرئ(لملاثمين)بحذف الهمزة و طرح حركتها على اللاّم و إدغام نون(من)فيها،كقوله:
((عَادًا الْأُولَى)) نحوه البيضاويّ.
البروسويّ: أي العاصين.
القاسميّ: أي المعدودين من المستقرّين في الإثم.
رشيد رضا: لمن المتحمّلين للإثم،المتمكّنين فيه المستحقّين لجزائه.و الإثم في الأصل ما يقعد بصاحبه عن عمل الخير و البرّ من معصية و غيرها.و هذا التّعبير أبلغ من
(«إنّا إذا لآثمون») الطّباطبائيّ: الحاملين للإثم.
تفاسیر
الآیات المرتبطة
بالإِثْم:
(يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَآ أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ كَذَلِكَ يُبيِّنُ اللّهُ لَكُمُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ)قال العلامة الطباطبايي فی تفسیر المیزان وقرء إثم كثير بالثاء المثلثة ، والاثم يقارب الذنب وما يشبهه معنى وهو حال في الشئ أو في العقل يبطئ الانسان عن نيل الخيرات فهو الذنب الذي يستتبع الشقاء والحرمان في أمور أخرى ويفسد سعادة الحياة في جهاتها الاخرى وهذان على هذه الصفة.
و قال نظیر ذلک امین الاسلام الطبرسی فی تفسیر مجمع البیان
)
(قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُواْ بِاللّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ)قال العلامة الطباطبايي فی تفسیر المیزان :وإن الفواحش هي المعاصي البالغة قبحا وشناعة كالزنا واللواط ونحوهما ، والإثم هو الذنب الذي يستعقب انحطاط الإنسان في حياته وذلة وهوانا وسقوطا كشرب الخمر الذي يستعقب للإنسان تهلكة في جاهه وماله وعرضه ونفسه ونحو ذلك ، والبغي هو طلب الإنسان ما ليس له بحق كأنواع الظلم والتعدي على الناس والاستيلاء غير المشروع عليهم .
وقال الامین الاسلام الطبرسی فی تفسیر مجمع البیان نظیر ذلک:
)
(أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نُهُوا عَنِ النَّجْوَى ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَيَتَنَاجَوْنَ بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَتِ الرَّسُولِ وَإِذَا جَاؤُوكَ حَيَّوْكَ بِمَا لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ اللَّهُ وَيَقُولُونَ فِي أَنفُسِهِمْ لَوْلَا يُعَذِّبُنَا اللَّهُ بِمَا نَقُولُ حَسْبُهُمْ جَهَنَّمُ يَصْلَوْنَهَا فَبِئْسَ الْمَصِيرُ) قال العلامة الطباطبايي فی تفسیر المیزان:المقابلة بين الأمور الثلاثة : الإثم والعدوان ومعصية الرسول تفيد أن المراد بالإثم هو العمل الذي له أثر سيئ لا يتعدى نفس عامله كشرب الخمر والميسر وترك الصلاة مما يتعلق من المعاصي بحقوق الله ، والعدوان هو العمل الذي فيه تجاوز إلى الغير مما يتضرر به الناس ويتأذون مما يتعلق من المعاصي بحقوق الناس ، والقسمان أعني الإثم والعدوان جميعا من معصية الله ، ومعصية الرسول مخالفته في الأمور التي هي جائزة في نفسها لا أمر ولا نهي من الله فيها لكن الرسول أمر بها أو نهى عنها لمصلحة الأمة بما له ولاية أمورهم والنبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم كما نهاهم عن النجوى وإن لم يشتمل على معصية.
(
رأي الشيخ الطبرسي في
مجمع البیان):
)
مکارم شیرازی، ناصر، لغات در تفسیر نمونه، برگرفته از مقاله «إِثْم»، ص۲۲.