أَب (لغاتالقرآن)
ذخیره مقاله با فرمت پی دی اف
اَب: (قالَ اِبْراهِیْمُ لِاَبِیهِ)الأب: الوالد، ويسمّى كلّ من كان سببا في إيجاد شيءٍ أو صلاحه أو ظهوره أبا.
قد قدم المفسرون للقرآن الكريم تفاسير مختلفة لأیضاح معنی أب نذكر أهمها في ما يلي:
(وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَامًا آلِهَةً إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ) قال
المکارم الشیرازی فی کتاب
الامثل فی تفسیر کتاب الله المنزل:
تطلق كلمة " الأب " في العربية على الوالد غالبا، ولكنها قد تطلق أيضا على الجد من جهة الأم وعلى العم، وكذلك على المربي والمعلم والذين يساهمون بشكل ما في تربية الإنسان، ولكنها إذا جاءت مطلقة فإنها تعني الوالد ما لم تكن هناك قرينة تدل على غير ذلك.
قال
العلامة الطباطبایی فی
تفسیر المیزان:
كما اختلفوا أن المراد بالأب هو الوالد أو العم أو الجد الأمي أو الكبير المطاع ومنشأ ذلك أيضا اختلاف الروايات فمنها ما يتضمن أنه كان والده وأن
إبراهیم علیهالسلام سيشفع له يوم القيامة ولكن لا يشفع بل يمسخه الله ضبعا منتنا فيتبرأ منه إبراهيم ، ومنها ما يدل على أنه لم يكن والده ، وأن والده كان موحدا غير مشرك ، وما يدل على أن آباء
النبی (صلیاللهعلیهوآله) كانوا جميعا موحدين غير مشركين إلى غير ذلك من الروايات ، وقد اختلفت في سائر ما قص من أمر إبراهيم اختلافا عجيبا حتى اشتمل بعضها على نظائر ما ينسبه إليه العهد العتيق مما تنزهه عنه الخلة الإلهية والنبوة والرسالة.
قال
الطبرسی فی تفسیر
مجمع البیان:
(لِأَبِيهِ آزَرَ) فيه أقوال (أحدها) أنه اسم أبي إبراهيم عن الحسن و السدي و الضحاك (و ثانيها) أن اسم أبي إبراهيم تارخ قال الزجاج ليس بين النسابين اختلاف أن اسم أبي إبراهيم تارخ و الذي في القرآن يدل على أن اسمه آزر و قيل آزر عندهم ذم في لغتهم كأنه قال و إذ قال إبراهيم لأبيه يا مخطئ فإذا كان كذلك فالاختيار الرفع و جائز أن يكون وصفا له كأنه قال لأبيه المخطئ و قيل آزر اسم صنم.
(رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَ لِوَالِدَيَّ وَ لِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ) قال المکارم الشیرازي فی کتاب الامثل في تفسير كتاب الله المنزل:
مما لا شك فيه أن إبراهيم (عليه السلام) كان نبيا معصوما، وكذلك إبناه إسماعيل وإسحاق كانا نبيين معصومين، لأنهما داخلان في كلمة " بني " في الآية قطعا، ومع ذلك يدعو الله أن يجنبهم عبادة الأصنام! وهذا دليل في التأكيد على محاربة عبادة الأصنام بحيث كان يطلب هذا الأمر من الله حتى للأنبياء المعصومون ومحطموا الأصنام، وهذا نظير اهتمام النبي في وصاياه لعلي - أو الأئمة الآخرين بالنسبة لأوصيائهم - في أمر الصلاة، والتي لا يمكن احتمال تركها من قبلهم أبدا، بل إن الصلاة أساسا قامت ببركة سعيهم وجهودهم.
قال العلامة الطباطبايي فی تفسیر المیزان:
وفي الآية دليل على أنه عليهالسلام لم يكن ولد آزر المشرك لصلبه فإنه عليهالسلام ـ كما ترى ـ يستغفر لوالديه وهو على الكبر وفي آخر عهده.
قال الطبرسي فی تفسیر مجمع البیان:
استدل أصحابنا بهذا على ما ذهبوا إليه من أبوي إبراهيم (علیهالسلام) لم يكونا كافرين لأنهإنما يسأل المغفرة لهما يوم القيامة فلو كانا كافرين لما سأل ذلك لأنه قال
(فَلَمََّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلََّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ) فصح أن أباه الذي كان كافرا إنما هو جده لأمه أو عمه على الخلاف فيه و من قال إنما دعا لأبيه لأنه كان وعده أن يسلم فلما مات على الكفر تبرأ منه على ما روى الحسن فقوله فاسد لأن إبراهيم (علیهالسلام) إنما دعا بهذا الدعاء بعد الكبر و بعد أن وهب له
إسماعیل و
إسحاق و قد تبين له في هذا الوقت عداوة أبيه الكافر لله فلا يجوز أن يقصده بدعائه
(وَ لِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ اَلْحِسََابُ) أي و اغفر للمؤمنين أيضا يوم يقوم الخلق للحساب و قيل معناه يوم يظهر وقت الحساب كما يقال قامت السوق.
)
(إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ وَلَا يُغْنِي عَنكَ شَيْئًا) قال المکارم الشیرازي فی کتاب الامثل في تفسير كتاب الله المنزل:
ثم تتطرق الآية التي بعدها إلى شرح محاورته مع أبيه آزر - والأب هنا إشارة إلى العم، فإن كلمة الأب، كما قلنا سابقا، ترد أحيانا في لغة العرب بمعنى الأب، وأحيانا بمعنى العما.
قال العلامة الطباطبايي فی تفسیر المیزان:
ظرف لإبراهيم حيث إن المراد بذكره و ذكر نبئه وقصته كما تقدم نظيره في قوله :
(وَاذْكُرْ فِي الْكِتابِ مَرْيَمَ ) وأما قول من قال بكونه ظرفا لقوله :
(صِدِّيقاً ) أو قوله :
(نَبِيًّا ) فهو تكلف يستبشعه الطبع السليم.
قال الطبرسي فی تفسیر مجمع البیان:
ثم ذكر سبحانه قصة إبراهيم (علیهالسلام) فقال
(وَ اُذْكُرْ) يا محمد
(فِي اَلْكِتََابِ) أي القرآن
(إِبْرََاهِيمَ إِنَّهُ كََانَ صِدِّيقاً) أي كثير التصديق في أمور الدين عن الجبائي و قيل صادقا مبالغا في الصدق فيما يخبر عن الله تعالى عن أبي مسلم
(نَبِيًّا) أي عليا رفيع الشأن برسالة الله تعالى}
(إِذْ قََالَ لِأَبِيهِ) آزر
(يََا أَبَتِ) أي يا أبي و دخلت التاء للمبالغة في تحقيق الإضافة
(لِمَ تَعْبُدُ مََا لاََ يَسْمَعُ) دعاء من يدعوه وَ
(لاََ يُبْصِرُ) من يتقرب إليه و يعبده
(وَ لاََ يُغْنِي عَنْكَ شَيْئاً) من أمور الدنيا أي لا يكفيك شيئا فلا ينفعك و لا يضرك.
(إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا تَعْبُدُونَ) قال المکارم الشیرازي فی کتاب الامثل في تفسير كتاب الله المنزل:
من بين جميع الأخبار المتعلقة بهذا النبي العظيم يركز القرآن الكريم على هذا القسم: إذ قال لأبيه وقومه ما تعبدون؟
ومن المسلم به أن إبراهيم كان يعلم أي شئ يعبدون، لكن كان هدفه أن يستدرجهم ليعترفوا بما يعبدون، والتعبير ب " ما " مبين ضمنا نوعا من التحقير! فأجابوه مباشرة قالوا نعبد أصناما فنظل لها عاكفين! وهذا التعبير يدل على أنهم يحسوا بالخجل من عملهم هذا، بل يفتخرون به، إذا كان كافيا أن يجيبوه: نعبد أصناما، إلا أنهم أضافوا هذه العبارة: فنظل لها عاكفين! التعبير ب " نظل " يطلق عادة على الأعمال التي تؤدى خلال اليوم، وذكره بصيغة الفعل المضارع إشارة إلى الاستمرار والدوام.
قال العلامة الطباطبايي فی تفسیر المیزان:
قوله تعالى:
(إِذْ قالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ ما تَعْبُدُونَ) مخاصمته ومناظرته عليهالسلام مع أبيه غير مخاصمته مع قومه واحتجاجه عليهم كما حكاه
الله تعالى في
سورة الأنعام وغيرها لكن البناء هاهنا على الإيجاز والاختصار ولذا جمع بين المحاجتين وسبكهما محاجة واحدة أورد فيها ما هو القدر المشترك بينهما.
قال الطبرسي فی تفسیر مجمع البیان:
(إِذْ قََالَ لِأَبِيهِ وَ قَوْمِهِ) على وجه الإنكار عليهم
(مََا تَعْبُدُونَ) أي أي شيء تعبدون من دون الله.
•
مکارم الشیرازی، الشیخ ناصر، الأمثل فی تفسیر کتاب الله المنزل، ج۴، ص۳۴۶.