إبل (لغات القرآن)
ذخیره مقاله با فرمت پی دی اف
ابن عبّاس:لمّا قتل ابن آدم أخاه تأبّل آدم،أي ترك غشيان حوّاء حزنا على ولده.
الشّعبيّ: الأبلة:كالتّكرمة للإبل،و هو أن تحسن القيام عليها.
قضى أبلته من كذا،أي حاجته.
أبو نصر الباهليّ:إبل مؤبّلة،إذا كانت للقنية.
أبو عمرو ابن العلاء: رأيت عمانيّا راكبا و أبوه يمشي فقلت له:أ تركب و أبوك يمشي؟فقال:إنّه لا يأتبل أي لا يثبت على الإبل.
الخليل: الإبل المؤبّلة:الّتي جعلت قطيعا قطيعا، نعت في الإبل خاصّة.
و الإبّول:طول الإقامة في المرعى و الموضع.
و رجل آبل:ذو إبل.و حمار آبل:مقيم في مكانه لا يبرح.
و أبلت الإبل تأبل أبلا،أي اجتزأت بالرّطب عن الماء.و تأبّل الرّجل عن امرأته تأبّلا،أي اجتزأ عنها كما يجتزئ الوحش عن الماء.
و الأبيل:من رءوس النّصارى،و هو الأيبليّ.
و قوله جلّ و عزّ: وَ أَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْراً أَبابِيلَ الفيل:۳،أي يتبع بعضها بعضا إبّيلا إبّيلا،أي قطيعا خلف قطيع،و خيل أبابيل كذلك.
و الأبل:الرّطب.و قال بعضهم:اليبيس.
و الأبلّ:الشّديد الخصومة.[
ثمّ استشهد بشعر
]
و أبلّ عليهم،و أبرّ أيضا،أي غلبهم خبثا.
و قيل:الإبّالة:الحزمة من الحطب.
الأخفش: و المؤبّل:المكمّل،يقال:إبل مؤبّلة،كما يقال:مائة ممآة.
سيبويه: و الإبل:بناء نادر،لم يجئ على«فعل» بكسر الفاء و العين من الأسماء إلاّ حرفان«إبل» و«حبر»و هو القلح [
الحمار المسنّ
]،و من الصّفات إلاّ حرف،و هي:امرأة بلز،و هي الضّخمة،و بعض الأئمّة يذكر ألفاظا غير ذلك لم يثبت نقلها عن سيبويه.
الكسائيّ:أبلت الوحش تأبل أبلا،إذا جزأت بالرّطب عن الماء.
أبو عمرو الشّيبانيّ: نوق أوابل:جزأت عن الماء بالرّطب.
الأبلة:العاهة.و في الحديث:«لا تبع الثّمر حتّى تأمن عليه الأبلة».
الفرّاء: يقال:فلان يؤبّل على فلان،إذا كان يكثّر عليه،و تأويله التّفخيم و التّعظيم،و من ذلك سمّيت الإبل لعظم خلقها.
الأبلات:الأحقاد،الواحدة أبلة.
إنّه لأبل مال على«فعل»و ترعية مال و إزاء مال، إذا كان قائما عليها.
أبو زيد: يقال:رجل أبل،و قد أبل بالمال يأبل أبلا،إذا لم يرض للمال بمرتع سوء،و لا مشرب سوء، و أحسن رعيتها إبلا كانت أو شاء.
أبو زيد: سمعت ردّاد الكلابيّ يقول:تأبّل فلان إبلا و تغنّم غنما، إذا اتّخذها.
بِخَيْرٍ
يقال:ما لي إليك أبلة بفتح الألف و كسر الباء،أي حاجة.و يقال أنا أطلبه بأبلة،أي ترة.
الأصمعيّ: المؤبّلة من الإبل:الّتي تتّخذ للقنية لا يحمل عليها،و إبل سابيا،إذا كانت للنّتاج،و إبل مقترفة،إذا كانت مستحدثة.
أبل الرّجل يأبل إبالة،إذا حذق مصلحة الإبل و الشّاء.و إنّ فلانا لا يأتبل،أي لا يثبت على رعية الإبل و لا يقيم عليها فيما يصلحها.و إبل مؤبّلة:كثيرة.و إبل أوابل:قد جزأت بالرّطب عن الماء.
يقال:للبعير قد أبل يأبل،إذا اجتزأ بالرّطب عن الماء.
الأبالة:الاجتزاء،يقال:ما تقطّعت الأبالة عن الإبل بعد.
اللّحيانيّ: أبّنت الميّت تأبينا،و أبّلته تأبيلا،إذا أثنيت عليه بعد وفاته.
أبو عبيد: فلان لا يأتبل،أي لا يثبت على الإبل إذا ركبها،و كذلك إذا لم يقم عليها فيما يصلحها.
إبل أوابل،و أبّل و أبّال،أي جوازئ.
ابن الأعرابيّ: رجل آبل،إذا كان صاحب إبل، و أبل بوزن«فعل»إذا كان حاذقا برعيها،و قد أبل يأبل، و هو من آبل النّاس،أي أحذقهم بالإبل.و يقولون:«هو آبل من حنيف الحناتم».
أبلت تأبل أبلا،إذا رعت في الكلأ،و الكلأ:الرّطب و اليابس.فإذا أكلت الرّطب فهو الجزء.
ناقة أبلة،أي شديدة.
ابن السّكّيت: رجل آبل:حاذق برعية الإبل.و قد أبّل الرّجل فهو مؤبّل،إذا كثرت إبله.و يقال:فلان من آبل النّاس،أي أشدّهم تأنّقا في رعية الإبل.
أبو حاتم: الإبل:يقال لمسانّها و صغارها،و ليس لها واحد من اللّفظ،و الجمع:آبال.
يقال:لفلان إبل أي له مائة من الإبل،جعل ذلك اسما للإبل المائة،كهنيدة.و قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«النّاس كإبل مائة ليست فيها راحلة».
المبرّد:تقول:هذه إبل،لأنّه اسم وقع في الأصل للجماعة من غير الآدميّين،فإذا صغّرت قلت:أبيلة، فتأنيثه كتأنيث الواحد.(المذكّر و المؤنّث:۱۱۰)
كراع النّمل:أبل يأبل أبلا:غلب و امتنع.
و الإبلة:العداوة.(ابن منظور ۱۱:۸)
ابن دريد:رجل أبل و آبل:حسن القيام على الإبل،و رجل لا يأتبل،أي لا يثبت على الإبل.و إبل مؤبّلة،أي مجموعة.و أبل الوحشيّ يأبل أبلا، و أبل يأبل،إذا اجتزأ بالرّطب عن الماء.
القاليّ: يقال:«ضغث على إبّالة»،يضرب مثلا للرّجل تكلّفه الثّقل ثمّ تزيده على ذلك.الإبّالة:الحزمة من الحطب.
المؤبّلة:الجماعة من الإبل.
المؤبّلة:المجتمعة،و يقال:الّتي جست للقنية.المؤبّلة:الجماعة من الإبل.
الأزهريّ:رجل أبل بالإبل بيّن الأبلة،إذا كان حاذقا بالقيام عليها.
...و العرب تقول:إنّه ليروح على فلان إبلان،إذا راحت إبل مع راع و إبل مع راع آخر.و أقلّ ما يقع عليه اسم الإبل:الصّرمة،و هي الّتي جاوزت الذّود [
:من ۳ إلى ۳۰
] إلى الثّلاثين،ثمّ الهجمة:أوّلها الأربعون إلى ما زادت،ثمّ هنيدة:مائة من الإبل.و تجمع الإبل:آبال.
و قال أبو مالك:إنّ ذلك الأمر ما عليك فيه أبلة و لا أبنة،أي لا عيب عليك فيه.و يقال:إن فعلت ذاك فقد خرجت من أبلته،أي من تبعته و مذمّته.
الصّاحب:فلان له إبل،أي له مائة من الإبل، و إبلان:مائتان.
من المجاز أبل يأبل أبلا،إذا نسك،و أبل بالعصا:ضرب بها.
أرض مأبلة كمقعدة:ذات إبل،و أبّل الرّجل تأبيلا،أي اتّخذ إبلا و اقتناها.
أبل الشّجر يأبل أبولا:نبت في يبيسه خضرة تختلط به فيسمن المال عليه.
الجوهريّ: الإبل:لا واحد لها من لفظها،و هي مؤنّثة،لأنّ أسماء الجموع الّتي لا واحد لها من لفظها إذا كانت لغير الآدميّين فالتّأنيث لها لازم.و إذا صغّرتها أدخلتها الهاء،فقلت:أبيلة و غنيمة،و نحو ذلك.و ربّما قال للإبل:إبل،يسكّنون الباء للتّخفيف،و الجمع:آبال.و إذا قالوا:إبلان و غنمان فإنّما يريدون قطيعين من الإبل و الغنم.و أرض مأبلة:ذات إبل.و النّسبة إلى الإبل إبليّ؛يفتحون الباء استيحاشا لتوالي الكسرات.
و إبل أبّل،مثال قبّر،أي مهملة،فإن كانت للقنية فهي إبل مؤبّلة،فإن كانت كثيرة قيل:إبل أوابل.
و أبلت الإبل و الوحش تأبل و تأبل أبولا،أي اجتزأت بالرّطب عن الماء.
الواحد آبل،و الجمع:أبّال، مثل كافر و كفّار.
و أبل الرّجل عن امرأته،إذا امتنع من غشيانها، و تأبّل.و في الحديث:«لقد تأبّل آدم عليه السّلام على ابنه المقتول كذا و كذا عاما لا يصيب حوّاء».
و أبل الرّجل بالكسر يأبل إبالة،مثل شكس شكاسة و تمه تماهة،فهو أبل و آبل،أي حاذق بمصلحة الإبل،و فلان من آبل النّاس،أي من أشدّهم تأنّقا في رعية الإبل و أعلمهم بها.
و رجل إبليّ بفتح الباء،أي صاحب إبل.و أبّل الرّجل،أي اتّخذ إبلا و اقتناها.و أبلت الإبل،أي اقتنيت،فهي مأبولة.
و الأبلة بالتّحريك:الوخامة و الثّقل من الطّعام.و في الحديث:«كلّ مال أدّيت زكاته فقد ذهبت أبلته»، و أصله و بلته من الوبال،فأبدل بالواو الألف،كقولهم:أحد،و أصله وحد.
و الإبّالة بالكسر:الحزمة من الحطب.و في المثل:«ضغث على إبّالة»أي بليّة على أخرى كانت قبلها.و لا تقل:إيبالة،لأنّ الاسم إذا كان على«فعّالة»بالهاء، لا يبدل من أحد حرفي تضعيفه ياء،مثل صنّارة و دنّامة،و إنّما يبدل إذا كان بلا هاء مثل دينار و قيراط.و بعضهم يقول:إبالة مخفّفا.
ابن فارس: الهمزة و الباء و اللاّم بناء على أصول ثلاثة:على الإبل،و على الاجتزاء،و على الثّقل و على الغلبة.
و الإبلات:الإبل،و أبّل الرّجل:كثرت إبله فهو مؤبّل.و مال مؤبّل:في الإبل خاصّة،و هو كثرتها و ركوب بعضها بعضا.و فلان لا يأتبل،أي لا يثبت على الإبل.
و الأبلة:الثّقل،و في الحديث:«كلّ مال أدّيت زكاته فقد ذهبت أبلته».
و الإبّالة:الحزمة من الحطب.
الهرويّ: في الحديث:«تأبّل آدم على حوّاء بعد مقتل ابنه»أي توحّش عنها،و ترك غشيانها،يقال:
أبلت الإبل و تأبّلت،إذا اجتزأت بالرّطب عن الماء.
ابن سيده: الإبل و الأبل-الأخيرة عن كراع-:معروف،لا واحد له من لفظه.
و الجمع:آبال،و حكى سيبويه:إبلان قال:لأنّ إبلا اسم لم يكسّر عليه و إنّما يريدون قطيعين،[
قال ] أبو الحسن:
و إنّما ذهب سيبويه إلى الإيناس بتثنية الأسماء الدّالّة على الجمع،فهو يوجّهها إلى الألفاظ الآحاد،و لذلك قال:و إنّما يريدون قطيعين.و قوله:لم يكسّر عليه:لم يضمر في يكسّر.
و تأبّل إبلا:اتّخذها.
و أبّل الرّجل و آبل:كثرت إبله.
و رجل أبل و آبل و إبليّ:ذو إبل.
و أبّال:يرعى الإبل.
و أبل يأبل إبالة،و أبل أبلا فهو آبل و أبل:حذق مصلحة الإبل و الشّاء.
و حكى سيبويه: هو من آبل النّاس،قال:و لا فعل له.
و إنّه لا يأتبل،أي لا يثبت على رعية الإبل،و لا يحسن مهنتها،و قيل:لا يثبت عليها راكبا.
و تأبيل الإبل صنعتها و تسمينها،حكاه عن أبي زياد أبو حنيفة.
و أبلت الإبل و الوحش تأبل و تأبل أبلا و أبولا و أبلت و تأبّلت:جزأت على الماء بالرّطب.[
ثمّ استشهد بشعر
] و أبل الرّجل عن امرأته و تأبّل:اجتزأ عنها.
و في الحديث:«أبل آدم على ابنه المقتول كذا و كذا عاما لا يصيب حوّاء»أي امتنع من غشيانها.و يروى تأبّل.
و أبلت الإبل بالمكان أبولا:أقامت.[
ثمّ استشهد بشعر ] و إبل أوابل و أبّل و أبّال و مؤبّلة:كثيرة.و قيل:هي الّتي جعلت قطيعا قطيعا،و قيل:هي المتّخذة للقنية.[
ثمّ استشهد بشعر ]
و أبل يأبل أبلا:غلب و امتنع-عن كراع-و المعروف:أبّل
الرّاغب: الإبل:يقع على البعران الكثيرة،و لا واحد له من لفظه.
و أبل الوحشيّ يأبل أبولا و أبل أبلا:اجتزأ عن الماء تشبّها بالإبل في صبرها عن الماء.و كذلك تأبّل الرّجل عن امرأته،إذا ترك مقاربتها.
و أبل الرّجل:كثرت إبله.و فلان لا يأبل،أيلا يثبت على الإبل إذا ركبها.
و رجل آبل و أبل:حسن القيام على إبله.و إبل مؤبّلة:مجموعة.
و الإبالة:الحزمة من الحطب تشبيها به.
الزّمخشريّ:لقد تأبّل آدم على ابنه المقتول كذا و كذا عاما لا يصيب حوّاء،أي امتنع من غشيان حوّاء متفجّعا على ابنه،فعدّي ب«على»لتضمّنه معنى تفجّع، و هو من:أبلت الإبل و تأبّلت،إذا جزأت.
ابن برّيّ:الأبلة محرّكة:الحقد.
(الزّبيديّ ۷:۲۱۰)
ابن الأثير: «لا تبع الثّمرة حتّى تأمن عليها الأبلة» الأبلة بوزن العهدة:العاهة و الآفة.
و في حديث يحيى بن يعمر:«كلّ مال أدّيت زكاته فقد ذهبت أبلته»و يروى و بلته.الأبلة بفتح الهمزة و الباء:الثّقل و الطّلبة،و قيل:هو من الوبال.فإن كان من الأوّل فقد قلبت همزته في الرّواية الثّانية واوا،و إن كان من الثّاني فقد قلبت واوه في الرّواية الأولى همزة.
و في حديث ضوالّ الإبل:«أنّها كانت في زمن عمر إبلا مؤبّلة لا يمسّها أحد»،إذا كانت الإبل مهملة قيل:
إبل أبّل،فإذا كانت للقنية قيل:إبل مؤبّلة،أراد أنّها كانت لكثرتها مجتمعة حيث لا يتعرّض إليها.
و في الحديث:«كان عيسى عليه السّلام يسمّى أبيل الأبيلين»الأبيل،بوزن الأمير:الرّاهب،سمّي به لتأبّله عن النّساء و ترك غشيانهنّ،و الفعل منه:أبل يأبل إبالة، إذا تنسّك و ترهّب.
و في حديث الاستسقاء:«فألّف اللّه بين السّحاب فأبلنا»أي مطرنا وابلا،و هو المطر الكثير القطر.و الهمزة فيه بدل من الواو،مثل أكّد و وكّد.و قد جاء في بعض الرّوايات«فألّف اللّه بين السّحاب فوبلتنا»جاء به على الأصل.(۱:۱۵)
الصّغانيّ: الأبل:الرّطب و اليبيس.
(الأضداد:۲۲۲)
أبو حيّان: الإبل:لا واحد له من لفظه،و هو مؤنّث، و لذلك إذا صغّر دخلته التّاء فقالوا:أبيلة،و قالوا في الجمع:آبال.و قد اشتقّوا من لفظه فقالوا:تأبّل الرّجل.
و تعجّبوا من هذا الفعل على غير قياس،فقالوا:ما آبل زيدا.
و إبل:اسم جاء على«فعل»و لم يحفظ سيبويه ممّا جاء على هذا الوزن غيره.(۸:۴۶۴)
مثله الآلوسيّ.(۳۰:۱۱۶)
الفيّوميّ: الإبل:اسم جمع لا واحد لها و هي مؤنّثة، لأنّ اسم الجمع الّذي لا واحد له من لفظه إذا كان لما لا يعقل يلزمه التّأنيث،و تدخله الهاء إذا صغّر نحو:أبيلة و غنيمة،و سمع إسكان الباء للتّخفيف،و الجمع:آبال و أبيل،وزان عبيد،و إذا ثنّي أو جمع فالمراد قطيعان أو قطيعات،و كذلك أسماء الجموع نحو أبقار و أغنام.
و«الإبل»بناء نادر.(۱:۲)
الفيروزآباديّ: الإبل-بكسرتين و تسكّن الباء- معروف،واحد يقع على الجمع ليس بجمع و لا اسم جمع،جمعه:آبال،و تصغيرها أبيلة،و السّحاب الّذي يحمل ماء المطر،و يقال:إبلان للقطيعين.
ص: ۱۳۶
و تأبّل إبلا:اتّخذها،و أبل كضرب:كثرت إبله كأبّل و آبل،و غلب و امتنع كأبّل.
و الإبل و غيرها تأبل و تأبل أبلا و أبولا:جزأت عن الماء بالرّطب،كأبلت كسمعت و تأبّلت،الواحد آبل، جمعه:أبّال،أو هملت فغابت و ليس معها راع،أو تأبّدت،و عن امرأته:امتنع عن غشيانها كتأبّل و نسك، و بالعصا:ضرب.
و الإبل أبولا:أقامت بالمكان.
و أبل كنصر و فرح إبالة و أبلا فهو آبل و أبل:حذق مصلحة الإبل و الشّاء،و أنّه من آبل النّاس:من أشدّهم تأنّقا في رعيتها.
و أبلت الإبل كفرح و نصر:كثرت،و أبل العشب أبولا:طال فاستمكن منه الإبل،و أبله أبلا:جعل له إبلا سائمة.
و إبل مؤبّلة كمعظّمة:للقنية.و كقبّر:مهملة.
و أوابل:كثيرة.
و أبابيل:فرق جمع بلا واحد.و الإبّالة كإجّانة و يخفّف،و كسكّيت و عجّول و دينار:القطعة من الطّير و الخيل و الإبل،أو المتتابعة منها.
و كأمير:العصا و الحزين بالسّريانيّة،و رئيس النّصارى أو الرّاهب أو صاحب النّاقوس،كالأيبليّ و الأيبليّ و الهيبليّ و الأبليّ بضمّ الباء،و الأيبل و الأيبل و الأيبليّ جمعه:آبال و أبل بالضّمّ.
و الحزمة من الحشيش كالأبيلة،و الإبّالة كإجّانة و الإيبالة و الوبيلة،و يريدون بأبيل الأبيلين عيسى صلوات اللّه و سلامه عليه.
و الإبالة ككتابة:السّياسة،و الأبلة كفرحة:الطّلبة و الحاجة،و المباركة من الولد.
و أنّه لا يأتبل:لا يثبت على رعية الإبل و لا يحسن مهنتها،أو لا يثبت عليها راكبا.
و تأبيل الإبل:تسمينها.و رجل آبل و ككتف و إبليّ بكسرتين و بفتحتين:ذو إبل و كشدّاد:يرعاها.
و الإبلة بالكسر:العداوة،و بالضّمّ:العاهة، و بالفتح أو بالتّحريك:الثّقل،و الوخامة كالأبل محرّكة و الإثم،كعتلّة:تمر يرضّ بين حجرين و يحلب عليه لبن، و الفدرة من التّمر.
و تأبيل الميّت:تأبينه.
و الأبل:الرّطب أو اليبيس و يضمّ،و بضمّتين:
الخلفة من الكلإ.
و جاء في إبالته بالكسر،و أبلّته بضمّتين مشدّدة:
أصحابه و قبيلته،و هو من إبلّة سوء مشدّدة بكسرتين و بضمّتين:طلبة و إبلاته و إبّالته بكسرهما.
«و ضغث على إبّالة»كإجّانة و يخفّف:بليّة على أخرى أو خصب على خصب،كأنّه ضدّ،و آبل كصاحب:بلدة.
و بعير أبل ككتف:لحيم،و ناقة أبلة:مباركة في الولد،و ككتابة:شيء تصدّر به البئر،و قد أبلتها فهي مأبولة،و الحزمة الكبيرة من الحطب،و يضمّ كالبلة كثبة.
و أرض مأبلة:ذات إبل،و أبّل تأبيلا:اتّخذ إبلا و اقتناها.(۳:۳۳۶)
البروسويّ: الإبل:اسم جمع لا واحد لها من لفظها،و إنّما واحدها بعير و ناقة و جمل.(۱۰:۴۱۶)
ص: ۱۳۷
رشيد رضا:الإبل:اسم جمع لجنس الأباعر
أن قال: و مفرده بعير،و هو يقع في أصل اللّغة على الذّكر و الأنثى مثل الإنسان،و لكنّه غلب في عرف المولّدين على الذّكر،و إنّما الجمل اسم للذّكر كالرّجل في النّاس، و النّاقة للأنثى كالمرأة.(۸:۱۴۲)
مجمع اللّغة:الإبل:الجمال،و لا واحد لها من لفظها.(۱:۲)
المصطفويّ: لا يبعد أن يكون الأصل الواحد في هذه المادّة هو الاجتزاء مع الثّقل،أي المفهوم الجامع بين العظمة و القناعة،و الإبل أحد مصاديق هذا المعنى فغلب استعماله فيها.
و أمّا الأبابيل فلعلّها أيضا كانت موصوفة بالاجتزاء و الغلبة،بمعنى اتّصافها بالقوّة و القدرة و القناعة، و الاجتزاء مع كونها قطيعة قطيعة،فهذه الكلمة ليست اسما لنوع مخصوص من الطّير،بل هي اسم صفة تدلّ على هذه الخصوصيّات و الصّفات الممتازة،أي طيرا كانت بهذه الخصوصيّات،و أمّا أنّها من أيّ نوع هي؟ فاللّه أعلم بها.(۱:۱۱)
العدنانيّ: الإبّالة و أخواتها:و يخطّئون من يسمّي الحزمة من الحطب أو الحشيش إيبالة،و يقولون:إنّ الصّواب هو إبّالة،و يستشهدون بالمثل المعروف«ضغث على إبّالة»،و الضّغث:هو قبضة من حشيش مختلطة باليابس،و يعتمدون على ما جاء في التّهذيب«حطب» و الصّحاح«حطب»و معجم مقاييس اللّغة«حطب» و العباب«حطب»و اللّسان«حطب أو حشيش» و القاموس«حشيش»و التّاج«حطب أو حشيش»و المدّ «حطب أو حشيش»و محيط المحيط«حطب»و أقرب الموارد«حطب»و المتن«حطب أو حشيش»و المعجم الكبير«حطب أو حشيش»و الوسيط«الحزمة من الأعواد و نحوها»و أعني بالحطب و الحشيش الحزمة الكبيرة منهما.
و لكن نستطيع أن نقول«إيبالة»أيضا،اعتمادا على الأزهريّ،و معجم مقاييس اللّغة،و اللّسان،و التّاج، و ذيل أقرب الموارد،الّذين قالوا:إنّ معناها هو الحزمة الكبيرة من الحطب.و على القاموس و محيط المحيط اللّذين قالا:إنّ معناها هو الحزمة الكبيرة من الحشيش.
و على شفاء الغليل،و المدّ،و المتن،و المعجم الكبير الّذين قالوا:إنّها تعني الحزمة الكبيرة من الحطب أو الحشيش.
و قد خطّأ الصّحاح و العباب من يقول:إيبالة.
و هنالك كلمات أخرى تحمل معنى الإبّالة:
۱-الإبالة:قال أسماء بن خارجة:
لي كلّ يوم من ذؤاله ضغث يزيد على إباله
و الأزهريّ،و الصّحاح،و العباب،و محيط المحيط الّذين قالوا:إنّها تعني الحزمة الكبيرة من الحطب.
و اللّسان،و القاموس،و التّاج،و المدّ،و أقرب الموارد و المتن«مجاز»،و المعجم الكبير الّذين قالوا:إنّها تعني الحزمة الكبيرة من الحطب أو الحشيش.و الوسيط الّذي قال:إنّها الحزمة من الأعواد و نحوها.
۲-و الأبيلة:المحكم،و اللّسان،و القاموس،و التّاج، و المدّ،و محيط المحيط،و ذيل أقرب الموارد،و المتن، و المعجم الكبير،و الوسيط،و هؤلاء قالوا:إنّ معناها
ص: ۱۳۸
الحزمة الكبيرة من الحطب أو الحشيش،ما عدا القاموس و محيط المحيط اللّذين قالا:إنّ معناها هو الحزمة الكبيرة من الحشيش.و التّاج الّذي قال:إنّها الحزمة الكبيرة من الحطب.و الوسيط الّذي قال:إنّها الحزمة من الأعواد و نحوها.
۳-و الوبيلة:اللّسان،و التّاج،و أقرب الموارد، و الوسيط الّذين قالوا:إنّ معناها هو الحزمة من الحطب.
و القاموس،و محيط المحيط اللّذان قالا:إنّ معناها هو الحزمة من الحشيش.و المتن الّذي قال:إنّها حزمة الحطب أو الحشيش كليهما.
۴-و الوبيل:الصّحاح،و ابن خروف في شرح الدّيوان و الصّغانيّ،و اللّسان،و التّاج،و المتن،و جميعهم قالوا:إنّ معناها هو الحزمة الكبيرة من الحطب.
۵-و الأبالة:القاموس،و محيط المحيط اللّذان قالا:
إنّ معناها هو الحزمة الكبيرة من الحطب.و المتن الّذي قال:إنّها من المجاز،و معناها الحزمة الكبيرة من الحطب أو الحشيش.
۶-و الموبلة:التّهذيب،و اللّسان،و مستدرك التّاج، و جميعها تقول:إنّها تعني الحزمة الكبيرة من الحطب.
۷-و الأبيل:المحكم،و اللّسان«الحطب و الحشيش»،و المدّ.
۸-و البلة:التّاج«الحطب»،و المتن«الحطب و الحشيش».
و انفرد الصّحاح بذكر الموبل،و معناه الحزمة الكبيرة من الحطب،و انفرد المتن أيضا بذكر:
أ-الإبّيل.
ب-و الإبّيل.
ج-و الإبّول.
د-و الإيبال.
و جميعها تعني الحزمة الكبيرة من الحطب أو الحشيش.
آبال،أبيل:يقول إبراهيم السّامرّائيّ في كتابه«من معجم المتنبيّ»:إنّ جمع المتنبيّ اسم الجمع«إبل»على «آبال»في قوله من قصيدة يمدح بها أبا شجاع فاتكا:
تجري النّفوس حواليه مخلّطة
منها عداة،و أغنام،و آبال.
لم يرد في المعاجم،الّتي بين أيدينا،عدا تهذيب الأزهريّ؛لأنّ«إبل»هو اسم جمع.
و حاول المؤلّف إيجاد عذر للمتنبّي،لجمعه الإبل على آبال،فوجد له عذرين،هما:الضّرورة الشّعريّة، و عطفها على«أغنام»وزان«أفعال».
و في الحقيقة كان السّامرّائيّ في غنى عن اختلاق هذين العذرين،لأنّ خمسة عشر مصدرا-عدا الأزهريّ -قد جمعت الإبل على آبال،هي:الصّحاح،و معجم مقاييس اللّغة،و المحكم،و المختار،و اللّسان،و المصباح، و حياة الحيوان الكبرى للدّميريّ،و القاموس،و التّاج الّذي استشهد بقول الشّاعر:
و قد سقوا آبالهم بالنّار و النّار قد تشفي من الأوار
و المدّ،و محيط،و أقرب الموارد،و المتن،و المعجم الكبير، و الوسيط.
و هنا لك جمع آخر للجمع«إبل»هو:أبيل،كما جاء في المصباح،و مستدرك التّاج،و المدّ،و ذيل أقرب
ص: ۱۳۹
الموارد،و المتن،و المعجم الكبير.
و يقول التّاج:تسكّن باء«إبل»للتّخفيف على الصّحيح،كما قال الصّغانيّ و ابن جنّيّ.و جوّز كراع، و المصباح،و محمّد الفاسيّ أن تكون«إبل» لغة مستقلّة.(۲)
النّصوص التّفسيريّة
أَ فَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ الغاشية:۱۷
ابن عبّاس: يريد الأنعام.(القمّيّ ۲:۴۱۸)
الحسن:خصّ الإبل بالذّكر لأنّها تأكل النّوى و القتّ و تخرج اللّبن.
فقيل له:الفيل أعظم في الأعجوبة؟
قال:العرب بعيدة العهد بالفيل،ثمّ هو خنزير لا يؤكل لحمه،و لا يركب ظهره،و لا يحلب درّه.(أبو حيّان ۸:۴۶۴)
أبو عمرو ابن العلاء: من قرأها أَ فَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ بالتّخفيف،عنى به البعير،لأنّه من ذوات الأربع،يبرك فتحمل عليه الحمولة،و غيره من ذوات الأربع،لا يحمل عليه إلاّ و هو قائم.و من قرأها بالتّثقيل،فقال:(الإبلّ)،عنى بها السّحاب الّتي تحمل الماء و المطر.(القرطبيّ ۲۰:۳۵)
الفرّاء: عجّبهم من حمل الإبل أنّها تحمل وقرها باركة ثمّ تنهض به،و ليس شيء من الدّوابّ يطيق ذلك إلاّ البعير.(۳:۲۵۸)
المبرّد: الإبل هنا:السّحاب،لأنّ العرب قد تسمّيها بذلك؛إذ تأتي إرسالا كالإبل و تزجي كما تزجي الإبل،و هي في هيئتها أحيانا تشبه الإبل و النّعام.
(أبو حيّان ۸:۴۶۴)
الطّبريّ: أ فلا ينظر هؤلاء المنكرون قدرة اللّه على هذه الأمور،إلى الإبل كيف خلقها و سخّرها لهم و ذلّلها، و جعلها تحمل حملها باركة ثمّ تنهض به.(۳۰:۱۶۵)
ابن خالويه: قيل:الإبل:السّحاب.و قال آخرون:هي الجمال،لأنّ كلّ ما خلق اللّه يحمل قائما ما خلا الجمل،فإنّه يحمل باركا و ينهض،ففي ذلك أعجوبة.(۷۰)
الثّعلبيّ: قيل في الإبل هنا:السّحاب،و لم أجد لذلك أصلا في كتب الأئمّة.(القرطبيّ ۲۰:۳۵)
الماورديّ:في الإبل وجهان:أحدهما:-و هو أظهرهما و أشهرهما-أنّها الإبل من النّعم،الثّاني:أنّها السّحاب.(القرطبيّ ۲۰:۳۵)
الطّوسيّ: أي أ فلا يتفكّرون بنظرهم إلى الإبل كيف خلقت،و يعتبرون بما خلقه اللّه عليه من عجيب الخلق،و مع عظمه و قوّته يذلّله الصّبيّ الصّغير،فينقاد له بتسخير اللّه،و يبركه و يحمل عليه ثمّ يقوم،و ليس ذلك في شيء من الحيوان،بتسخير اللّه لعباده و نعمته به على خلقه.(۱۰:۳۳۷)
القشيريّ: في الإبل خصائص تدلّ على كمال قدرته و إنعامه جلّ شأنه؛منها:ما في إمكانهم من الانتفاع بظهورها للحمل و الرّكوب،ثمّ بنسلها،ثمّ بلحمها و لبنها و وبرها،ثمّ من سهولة تسخيرها لهم، حتّى ليستطيع الصّبيّ أن يأخذ بزمامها فتنجرّ وراءه، و الإبل تصبر على مقاساة العطش في الأسفار الطّويلة،
ص: ۱۴۰
و هي تقوى على أن تحمل فوق ظهورها الكثير من الحمولات،ثمّ حرانها إذا حقدت،و استرواحها إلى صوت من يحدوها عند الإعياء و التّعب،ثمّ ما يعلّل المرء بما يناط بها من برّها.(۶:۲۹۱)
نحوه شبّر.(۵۵۶)
الرّاغب: قيل:أريد بها السّحاب،فإن يكن ذلك صحيحا فعلى تشبيه السّحاب بالإبل و أحواله بأحوالها.
(۸)
الزّمخشريّ: أَ فَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ نظر اعتبار كَيْفَ خُلِقَتْ خلقا عجيبا دالاّ على تقدير مقدّر،شاهدا بتدبير مدبّر؛حيث خلقها للنّهوض بالأثقال،و جرّها إلى البلاد الشّاحطة،فجعلها تبرك حتّى تحمل عن قرب و يسر ثمّ تنهض بما حملت، و سخّرها منقادة لكلّ من اقتادها بأزمّتها لا تعاز ضعيفا و لا تمانع صغيرا،و برأها طوال الأعناق لتنوء بالأوقار.
و عن بعض الحكماء أنّه حدّث عن البعير و بديع خلقه،و قد نشأ في بلاد لا إبل بها ففكّر ثمّ قال:يوشك أن تكون طوال الأعناق،و حين أراد بها أن تكون سفائن البرّ،صبّرها على احتمال العطش حتّى أنّ أظماءها لترتفع إلى العشر فصاعدا،و جعلها ترعى كلّ شيء نابت في البراري و المفاوز ممّا لا يرعاه سائر البهائم.
فإن قلت:كيف حسن ذكر الإبل مع السّماء و الجبال و الأرض و لا مناسبة؟
قلت:قد انتظم هذه الأشياء نظر العرب في أوديتهم و بواديهم فانتظمها الذّكر على حسب ما انتظمها نظرهم، و لم يدع من زعم أنّ الإبل السّحاب إلى قوله إلاّ طلب المناسبة،و لعلّه لم يرد أنّ الإبل في أسماء السّحاب كالغمام و المزن و الرّباب و الغيم و الغين،و غير ذلك،و إنّما رأى السّحاب مشبّها بالإبل كثيرا في أشعارهم فجوّز أن يراد بها السّحاب على طريق التّشبيه و المجاز.(۴:۲۴۷)
الطّبرسيّ:كانت الإبل عيسا من عيسهم فيقول:
أ فلا يتفكّرون فيها و ما يخرج اللّه من ضروعها من بين فرث و دم لبنا خالصا سائغا للشّاربين.(۵:۴۸۰)
ابن شهرآشوب: لمّا كانت العرب منفردين عن النّاس،و السّماء لهم سقفا و الأرض لهم وطء و الجبال أمامهم و هي كهف لهم و حصن،و الإبل ملجأهم في الحلّ و التّرحال أكلا و شربا و ركوبا و حملا نزلت الآية.
و ليست الفيلة بأدلّ على اللّه تعالى من البقّة،و لا الطّاوس من القردة،فلذلك قرن الإبل بالسّماء، و الأرض بالجبال.(۱:۶)
ابن الجوزيّ: قال العلماء:إنّما خصّ الإبل من غيرها لأنّ العرب لم يروا بهيمة قطّ أعظم منها،و لم يشاهدوا الفيل إلاّ الشّاذّ منهم،و لأنّها كانت أنفس أموالهم و أكثرها،لا تفارقهم و لا يفارقونها،فيلاحظون فيها العبر الدّالة على قدرة الخالق،من إخراج لبنها من بين فرث و دم،و من عجيب خلقها،و هي على عظمها مذلّلة للحمل الثّقيل،و تنقاد للصّبيّ الصّغير،و ليس في ذوات الأربع ما يحمل عليه وقره و هو بارك فيطيق النّهوض به سواها.
و قرأ ابن عبّاس و أبو عمران الجونيّ و الأصمعيّ، عن أبي عمرو(الإبل)بإسكان الباء و تخفيف اللاّم و قرأ أبيّ بن كعب و عائشة و أبو المتوكّل و الجحدري و ابن
ص: ۱۴۱
السّميقع،و يونس بن حبيب و هارون كلاهما عن أبي عمرو(الإبلّ)بكسر الباء و تشديد اللاّم.
قال هارون: قال أبو عمرو:(الإبلّ)بتشديد اللاّم:
السّحاب الّذي يحمل الماء.(۹:۹۹)
الفخر الرّازيّ:
بحث مستوفی فی الإبل و خصائصه؛لخّصه النّیسابوریّ کما سیأتی (۳۱:۱۵۷)
القرطبيّ: قال الماورديّ:في الإبل وجهان:
أحدهما:و هو أظهرهما و أشهرهما أنّها الإبل من النّعم، الثّاني:أنّها السّحاب.
فإن كان المراد بها السّحاب فلما فيها من الآيات الدّالّة على قدرته،و المنافع العامّة لجميع خلقه.و إن كان المراد بها الإبل من النّعم،فلأنّ الإبل أجمع للمنافع من سائر الحيوان،لأنّ ضروبه أربعة:حلوبة،و ركوبة، و أكولة،و حمولة.و الإبل تجمع هذه الخلال الأربع، فكانت النّعمة بها أعمّ،و ظهور القدرة فيها أتمّ.
(۲۰:۳۵)
النّسفيّ: تخصيص هذه الأربعة باعتبار أنّ هذا خطاب للعرب و حثّ لهم على الاستدلال،و المرء إنّما يستدلّ بما تكثر مشاهدته له،و العرب تكون في البوادي و نظرهم فيها إلى السّماء و الأرض و الجبال و الإبل،فهي أعزّ أموالهم،و هم لها أكثر استعمالا منهم لسائر الحيوانات،و لأنّها تجمع جميع المآرب المطلوبة من الحيوان،و هي:النّسل و الدّرّ و الحمل و الرّكوب و الأكل، بخلاف غيرها.
ذکر نحو الزّمخشریّ (۴:۳۵۲)
النّيسابوريّ: للمحقّقين في نسق الآية و في تناسب هذه الأمور وجوه:
منها:قول أكثر أهل المعاني:إنّ القرآن إنّما نزل بلغة العرب فيجب أن يخاطبوا بحسب ما هو مركوز في خزانة خيالهم،لا ريب أنّ جلّ هممهم مصروفة بشأن الإبل، فمنها يأكلون و يشربون،و من أصوافها و أوبارها ينتفعون،و عليها في متاجرهم و مسافراتهم يحملون.
فحيث أراد اللّه سبحانه أن ينصب لهم دليلا من مصنوعاته،يمكنهم أن يستدلّوا به على كمال حكمة الصّانع و نهاية قدرته،لم يكن شيء أحضر صورة في متخيّلهم من الإبل،فنصبها لهم.
و لا ريب أنّها من أعاجيب مصنوعات اللّه تعالى صورة و سيرة،لما ركّب فيها من التّحمّل على دوام السّير مع كثرة الأثقال،و من البروك حتّى تحمل،ثمّ النّهوض بما حملت،و من الصّبر على العطش و على العلف القليل أيّاما،ثمّ شرب الماء الكثير إذا وجدت، و من تذلّلها لصبيّ أو ضعيف.
ثمّ إنّ أصحاب المواشي لاحتياجهم الشّديد الى الماء المستعقب للكلإ صار جلّ نظرهم إلى السّماء الّتي منها ينزل المطر،ثمّ إلى الجبال الّتي هي أقرب إلى السّماء و أسرع لوقوع المطر عليها،و حفظ الثّلج الّذي منه مادّة العيون و الآبار عند إقلاع الأمطار،على أنّها مأمنهم و مسكنهم في الأغلب.
ثمّ إلى الأرض الّتي فيها ينبت العشب و عليها متقلّبهم و مرعاهم،فثبت أنّ الآية كيف وردت منظّمة حسب ما انتظم في خزانة خيال العرب بحسب الأغلب.
و منها:أنّ جميع المخلوقات متساوية في دلالة
ص: ۱۴۲
التّوحيد،و ذكر جميعها غير ممكن،فكلّ طائفة منها تخصّ بالذّكر،ورد هذا السّؤال فوجب الحكم بسقوطه.
و لعلّ في ذكر هذه الأشياء الّتي لا تناسب في الظّاهر تنبيها على أنّ هذا الوجه من الاستدلال غير مختصّ بنوع دون نوع،بل هو عامّ في الكلّ.
و منها:أنّ المراد بالإبل السّحاب على طريق التّشبيه و المجاز،فإنّ العرب كثيرا تشبّه السّحاب بالإبل في أشعارهم.
و منها أنّ تخصيص الإنسان بالاستدلال منه على التّوحيد يستتبع الوقوع في الشّهوة و الفتنة،و كذا الفكر في البساتين و النّزهة و الصّور الحسنة،فخصّ الإبل بالذّكر لأنّ التّفكّر فيها متمحّض لداعية الحكمة،و ليس للشّهوة فيها نصيب.
على أنّ إلف العرب بها أكثر كما مرّ،و كذا السّماء و الأرض و الجبال دلائل الحدوث فيها ظاهرة،و ليس فيها نصيب للشّهوة.(۳۰:۸۴)
الخازن:فإن قلت:كيف حسن ذكر الإبل مع السّماء و الأرض و الجبال و لا مناسبة بينهما؟و لم بدأ بذكر الإبل قبل السّماء و الأرض و الجبال؟
قلت:لمّا كان المراد ذكر الدّلائل الدّالّة على توحيده و قدرته و أنّه هو الخالق لهذه الأشياء جميعها،و كانت الإبل من أعظم شيء عند العرب،فينظرون إليها ليلا و نهارا،و يصاحبونها ظعنا و أسفارا،ذكّرهم عظيم نعمته عليهم فيها و لهذا بدأ بها،و لأنّها من أعجب الحيوانات عندهم.(۷:۲۰۰)
أبو حيّان: قرأ الجمهور(الإبل)بكسر الباء و تخفيف اللاّم،و الأصمعيّ عن أبي عمرو بإسكان الباء، و عليّ و ابن عبّاس بشدّ اللاّم،و رويت عن أبي عمرو و أبي جعفر و الكسائيّ،و قالوا:إنّها السّحاب،عن قوم من أهل اللّغة.(۸:۴۶۴)
البروسويّ: لم يذكر الفيل مع أنّه أعظم خلقة من الإبل،لأنّه لم يكن بأرض العرب،فلم تعرفه و لا يحمل عليه عادة و لا يحلب درّه،و لا يؤمن ضرّه.
(۱۰:۴۱۶)
الآلوسيّ: أي أ ينكرون ما أشير إليه من البعث و أحكامه و يستبعدون وقوعه من قدرة اللّه عزّ و جلّ، فلا ينظرون إلى الإبل الّتي هي نصب أعينهم يستعملونها كلّ حين،كيف خلقت خلقا بديعا معدولا به عن سنن خلق أكثر أنواع الحيوانات،في عظم جثّتها و شدّة قوّتها، و عجيب هيآتها اللاّئقة بتأتّي ما يصدر عنها من الأفاعيل الشّاقّة،كالنّوء بالأوقار الثّقيلة و هي باركة،و إيصالها الأثقال الفادحة إلى الأقطار النّازحة،و في صبرها على الجوع و العطش حتّى أنّ ظمأها ليبلغ العشر-بكسر فسكون-و هو ثمانية أيّام بين الوردين،و ربّما يجوز ذلك،و تسمّى حينئذ الحوازي-بالحاء المهملة و الزّاي- و اكتفائها بالسّير و رعيها لكلّ ما يتيسّر من شوك و شجر و غير ذلك ممّا لا يكاد يرعاه سائر البهائم،و في انقيادها مع ذلك للإنسان في الحركة و السّكون و البروك و النّهوض؛حيث يستعملها في ذلك كيف يشاء، و يقتادها بقطارها كلّ صغير و كبير،و في تأثّرها بالصّوت الحسن على غلظ أكبادها إلى غير ذلك؟
و خصّت بالذّكر لأنّها أعجب ما عند العرب من
ص: ۱۴۳
الحيوانات الّتي هي أشرف المركبات و أكثرها صنعا، و لهم على أحوالها أتمّ وقوف.
قال الإمام (۱): التّناسب فيها أنّ الكلام مع العرب و هم أهل أسفار على الإبل في البراري،فربّما انفردوا فيها،و المنفرد يتفكّر لعدم رفيق يحادثه و شاغل يشغله فيتفكّر فيما يقع عليه طرفه،فإذا نظر لما معه رأى الإبل، و إذا نظر لما فوقه رأى السّماء،و إذا نظر يمينا و شمالا رأى الجبال،و إذا نظر لأسفل رأى الأرض،فأمر بالنّظر في خلوته لما يتعلّق به النّظر من هذه الأمور،فبينها مناسبة بهذا الاعتبار.
و قال عصام الدّين: إنّ خيال العرب جامع بين الأربعة،لأنّ ما لهم النّفيس الإبل،و مدار السّقي لهم على السّماء،و رعيهم في الأرض،و حفظ ما لهم بالجبال، و ما ألطف ذكر الإبل بعد ذكر الضّريع،فإنّ خطورها بعده على طرف الثّمام،و إذا صحّ ما روي من كلام قريش عند نزول تلك الآية كان ذكرها ألطف و ألطف.
(۳۰:۱۱۶)
سيّد قطب: الإبل حيوان العربيّ الأوّل،عليها يسافر و يحمل،و منها يشرب و يأكل،و من أوبارها و جلودها يلبس و ينزل.فهي مورده الأوّل للحياة،ثمّ إنّ لها خصائص تفردها من بين الحيوان،فهي على قوّتها و ضخامتها و ضلاعة تكوينها ذلول يقودها الصّغير فتنقاد،و هي على عظم نفعها و خدمتها قليلة التّكاليف.
مرعاها ميسّر،و كلفتها ضئيلة،و هي أصبر الحيوان المستأنس على الجوع و العطش و الكدح و سوء الأحوال،ثمّ إنّ لهيئتها مزيّة في تناسق المشهد الطّبيعيّ المعروض.لهذا كلّه يوجّه القرآن أنظار المخاطبين إلى تدبّر خلق الإبل،و هي بين أيديهم لا تحتاج منهم إلى نقلة و علم جديد.(۶:۳۸۹۸)
الطّباطبائيّ: تخصيص الإبل بالذّكر من جهة أنّ السّورة مكّيّة،و أوّل من تتلى عليهم الأعراب،و اتّخاذ الآبال من أركان عيشهم.(۲۰:۲۷۴)
خليل ياسين: س-الفيل أعظم من الإبل في الأعجوبة فهلاّ مثّل به؟
ج-العرب بعيدو العهد بالفيل،ثمّ هو خنزير لا يركب ظهرها،و لا يؤكل لحمها،و لا يحلب درّها.و الإبل من أعزّ مال العرب و أنفسه،تأكل النّوى و القتّ و تخرج اللّبن،و يؤكل لحمها،و يركب ظهرها،و تحمل الأثقال عليها،و يأخذ الصّبيّ بزمامها فيذهب بها حيث شاء مع عظمها في نفسها.(۲:۳۱۴)
المصطفويّ: مضافا إلى حواسّها و أعضائها الحيوانيّة خلقت للرّكوب في الأسفار و حمل الأثقال بالخلقة المتناسبة لها،و قدرة التّحمّل و الصّبر على الجوع و العطش.(۱:۱۲)
الأصول اللّغويّة
۱-الأصل في هذه المادّة هو الإبل،و منه تفرّعت سائر المعاني.فالكثرة أخذت من عظمة خلقتها، و الاجتزاء أخذ من صبرها على الماء القليل،و قناعتها بالكلإ الرّطب،و هي صفة كامنة فيها.
و تجوّزوا في استعمال بعض هذه المعاني بإطلاقها على
ص: ۱۴۴
________________________________________
۱- يقصد الإمام الفخر الرّازيّ.
الآدميّين،فقالوا:أبل الرّجل و تأبّل عن امرأته،إذا اجتزأ عنها و توحّش،كما يجتزئ الوحش عن الماء.
و أبل الرّجل يأبل إبالة،إذا تنسّك و ترهّب،و لذا يقال للرّاهب:أبيلا،لأنّه اجتزأ بالعبادة عن النّساء و لذيذ العيش.
۲-و أمّا الأبلّ فهو«أفعل»من«ب ل ل»،و هو الجريء المقدام من الرّجال الّذي لا يستحي و لا يبالي.
و يقال:هو الفاجر الشّديد الخصومة.و يقال:هو الحذر الأريب.
و الوبيل من«و ب ل»،و هو يدلّ على الشّدّة و الثّقل،لاحظ«و ب ل».
و أمّا«أبلته»من الحديث:«كلّ مال زكّي عنه ذهبت أبلته»،فهمزته مبدلة من«واو»،أراد«وبلته»،أي فساده.
۳-فتبيّن ممّا تقدّم أنّ اللّغويّين خلطوا في هذه المادّة بين أصول ثلاثة هي:«أ ب ل»و«ب ل ل»و«و ب ل»، و ليس كلّها من«أ ب ل».فما كان فيه معنى الكثرة و الاجتزاء فهو من هذا الباب،و ما فيه معنى الثّقل فهو من«و ب ل»،و ما فيه معنى الامتناع و الخصومة فهو من «ب ل ل».
الاستعمال القرآنيّ
فيها آيتان:
الأولى: وَ مِنَ الْإِبِلِ اثْنَيْنِ وَ مِنَ الْبَقَرِ اثْنَيْنِ...
الأنعام:۱۴۴.
و فيها بحوث:
۱-تعتبر الإبل من الأنعام في القرآن،كما هي في اللّغة،لقوله تعالى: وَ مِنَ الْأَنْعامِ حَمُولَةً وَ فَرْشاً الأنعام:۱۴۲،ثمّ يفسّره بقوله: ثَمانِيَةَ أَزْواجٍ مِنَ الضَّأْنِ اثْنَيْنِ وَ مِنَ الْمَعْزِ اثْنَيْنِ... الأنعام:۱۴۳، وَ مِنَ الْإِبِلِ اثْنَيْنِ وَ مِنَ الْبَقَرِ اثْنَيْنِ... الأنعام:۱۴۴.
۲-و جاء كلّ من الأنعام مقرونا بمثله،فالإبل و البقر متشابهان في الجسم و في المنافع،و هي اللّحم و اللّبن و الحمل و الرّكوب،و الضّأن و المعز كذلك عدا الحمل و الرّكوب.كما يلحظ تناسب الألفاظ في القرينين؛ فالضّأن و المعز كلاهما على وزن«فعل»و الإبل و البقر على وزني«فعل»و«فعل»،و لا يخفى ما فيها أيضا من عذوبة اللّفظ و حلاوته،لا سيّما و أنّ زيادة الحركة في الإبل و البقر تدلّ على زيادة المنفعة؛إذ زيادة المباني تدلّ على زيادة المعاني.
۳-و قدّمت الضّأن على المعز إشعارا بكثرتها و أصالتها عند العرب،كما أنّ تقديم الإبل على البقر يدلّ على ذلك.
۴-و ذكر الإبل كان خطابا موجّها إلى المشركين، و ذكر البقر و الغنم في الآيات التّالية كان حكاية عن اليهود: وَ عَلَى الَّذِينَ هادُوا حَرَّمْنا كُلَّ ذِي ظُفُرٍ وَ مِنَ الْبَقَرِ وَ الْغَنَمِ حَرَّمْنا عَلَيْهِمْ شُحُومَهُما... الأنعام:
۱۴۶،إشعارا بأنّ الإبل هي حيوان العرب دون اليهود، و لعلّ الاكتفاء بذكر الغنم في آخرها دون المعز يدلّ على اختصاص المعز بالعرب أيضا.
الثّانية: أَ فَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ• وَ إِلَى السَّماءِ كَيْفَ رُفِعَتْ• وَ إِلَى الْجِبالِ كَيْفَ نُصِبَتْ•
ص: ۱۴۵
وَ إِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ الغاشية:۱۷-۲۰.
و فيها بحوث أيضا:
۱-الإبل هي حيوان العرب و شريان حياتهم،فينبغي أن يعرفوا أسرار خلقتها الملائمة للبادية بما تتّصف فيه من التّحمّل و الصّبر و عظم الخلقة و الجسم،و ارتفاعها عن الأرض حفظا من السّباع،و طول أعناقها للرّعي من حشائش الأرض و الأكل من الشّجر،و ما فيها من المنافع كحمل الأثقال و شرب لبنها و أكل لحمها و غير ذلك.
۲-و أردف الإبل في خلقتها بالسّماء في رفعها، و بالجبال في نصبها.و بالأرض في بسطها،فبدأ بالإبل الّتي تعتبر خلقا أرضيّا ارتفعت عن الأرض،ثمّ صعد إلى السّماء الّتي تعتبر غاية في الارتفاع و السّمك،و عاد إلى الجبال الّتي هي دون السّماء و فوق الإبل،ثمّ نزل إلى سطح الأرض،فهناك صعود و هبوط،و في اختلافها تظهر قدرة اللّه و تتجلّى حكمته.و في الجمع بينها للنّظر إليها متوالية توسيع للمعرفة و إحاطة على خلقة اللّه تعالى في الأرض و السّماء.
هذا بناء على ما إذا أريد من الإبل الحيوان،و على قول المبرّد إنّ المراد بها هنا القطع العظيمة من السّحاب، فالبدء من فوق إلى تحت فقط،ففيه صعود بالنّظر إلى السّماء ثمّ هبوط إلى الأرض بانتظام.
۳-و لعلّ ذكر(الإبل)في المكّيّة فقط رمز إلى أصالة أهلها و عراقتها في العربيّة.
ص: ۱۴۶