اعراب خطبه اول
ذخیره مقاله با فرمت پی دی اف
فَمِنْ خُطْبَة لَهُ (عَلَيْهِالسَّلاَمُ) يَذْكُرُ فِيهَا ابْتِداءَ خَلْقِ السَّماءِ و الاَْرْضِ وَ خَلْقِ آدَم
«اَلْحَمْدُ (۱) لِلَّهِ (۲) اَلَّذِي لاَ يَبْلُغُ مِدْحَتَهُ (۳) اَلْقَائِلُونَ وَ لاَ يُحْصِي نَعْمَاءَهُ (۴) اَلْعَادُّونَ وَ لاَ يُؤَدِّي حَقَّهُ (۵) اَلْمُجْتَهِدُونَ اَلَّذِي لاَ يُدْرِكُهُ بُعْدُ اَلْهِمَمِ (۶) وَ لاَ يَنَالُهُ غَوْصُ (۷) اَلْفِطَنِ (۸)»
(۱)
«الْحَمْدُ»: حَمِدَ (حَمْداً و مَحْمَدَة و مَحْمَداً و مَحْمِداً و مَحْمِدَة و مَحْمَدة): أثنى على...؛ الْحَمْدُ: ثناء على المحمود على جهة التعظيم، و الشكر لا يقع إلّا في مقابلة نعمة؛ لأنّه لا يكون إلّا بعد المعروف. (ينظر:
)
(۲)
«الله»: أصله (إلاه) على فعال، بمعنى مفعول؛ لأنّه مألوه، أي: معبود، نحو: كتاب، أي: مكتوب، فلمّا أدخلت عليه الألف و اللام حذفت الهمزة تخفيفا لكثرة الكلام
، و قد جاء لفظ الجلالة في نهج البلاغة (۱۳۴۲) مرّة، و في القرآن الكريم (۲۶۹۷) مرّة.
(۳)
«مِدْحَتَهُ»: المدح: نقيض الهجاء، و هو حسن الثناء، يقال: مدحته مِدحةً و مَدَحَهُ يَمْدَحُه مَدْحاً، هذا قول بعضهم، و الصحيح أنّ المدح المصدر و المِدحة اسم، و الجمع: مَدَحٌ، و هو المديح، و الجمع: المدائح و الأماديح، الأخيرة على غير قياس، و نظيره: حديث و أحاديث.
(۴)
«نَعْمَاءَهُ»: هو طيب عيش و حسن حال، و هذا في قبال البؤس، و هو مطلق شدَّةٍ و مضيقةٍ؛ و النِّعمة كالرحمة: مصدر، و كذلك النعومة، بمعنى الطيب في الحال، و النعماء: اسم ممدود كصحراء، و يدلّ على النعمة الممتدّة، قال تعالى:
(وَ لَئِنْ أَذَقْنٰاهُ نَعْمٰاءَ بَعْدَ ضَرّٰاءَ مَسَّتْهُ) .
(۵)
«حَقَّهُ»: أصل الحقّ المطابقة و الموافقة، كمطابقة رِجلِ الباب في حقّه لدورانه على استقامةٍ، أو هو الثابت الذي لا يسوّغ إنكاره، من حقّ الشيء، يحقّ: إذا ثبت و وجب. (يراجع:
)
(۶)
«الْهِمَمِ»: الهِمّة (بالكسر): أوّل العزم، و قد تطلق على العزم القويّ، فيقال: له همّة عالية، و الهَمّ (بالفتح) و حذف الياء: أوّل العزم. و الهِمّة: واحدة الهِمم، و الاهتمام: اختيار ذلك العزم و الشروع. (يراجع:
(۷)
«غَوْصُ»: غاص على الشيء (غوصا) من باب (قال): هجم عليه، فهو (غائص)، و جمعه (غاصة): مثل: فائق و فاقة، و غوّاص أيضا مبالغة، و غاص في الماء لاستخراج ما فيه، و منه قيل: غاص على المعاني، كأنّه بلغ أقصاها حتى استخرج ما بعُد منها.
(۸)
«الفِطَنِ»: فطن الأمر - فِطنة: تبيّنه و علمه، و هي كلمة تدلّ على ذكاء و علم بشيء، يقال: رجلٌ فَطِنٌ و فَطُنٌ، و هي الفِطنة و الفطانة، و يتعدّى بالتضعيف، فيقال: فطّنته للأمر. (يراجع:
)
«اَلَّذِي لَيْسَ لِصِفَتِهِ (۱) حَدٌّ (۲) مَحْدُودٌ وَ لاَ نَعْتٌ (۳) مَوْجُودٌ وَ لاَ وَقْتٌ مَعْدُودٌ وَ لاَ أَجَلٌ (۴) مَمْدُودٌ فَطَرَ (۵) اَلْخَلاَئِقَ بِقُدْرَتِهِ وَ نَشَرَ (۶) اَلرِّيَاحَ بِرَحْمَتِهِ وَ وَتَّدَ (۷) بِالصُّخُورِ مَيَدَانَ (۸) أَرْضِهِ.»
(۱)
«الصفة»: الوصف ذكر الشيء بحليته و نعته، و الصفة: الحالة التي عليها الشيء من حليته و نعته، كالزِنة التي هي قدر الشيء، و الهاء: عوض من الواو.
(۲)
«الحَدُّ»: الحاجز بين الشيئين الذي يمنع اختلاط أحدهما بالآخر، يقال: حدوت كذا، جعلت له حدّاً يميّز، و حدُّ الدار ما تتميّز به عن غيرها، و حدّ الشيء الوصف المحيط بمعناه، المميّز له عن غيره.
(۳)
«نَعْتٌ»: نعت نفسه (نعتاً) من باب (نَفَعَ): وصفه. و الفرق بين النعت و الصفة: أنّ النعت لما يتغيّر من الصفات، و الصفة لما يتغيّر و لما لا يتغيّر، فالصفة أعمّ من النعت. (يراجع:
)
(۴)
«الأجَل»: مدَّة الشيء، و الوقت يحدِّد لانتهاء الشيء أو حلوله، جمعه (آجال)، و غاية الوقت المحدّد لشيء، و في التنزيل:
(وَ بَلَغْنٰا أَجَلَنَا اَلَّذِي أَجَّلْتَ لَنٰا) .
(۵)
«فَطَرَ»: فطر الأمر: ابتدأه و اخترعه، و فطر الله العالم: ابتدأه، و معنى الفطر: إظهار الحادث بإخراجه من العدم إلى الوجود، كأنّه شقَّ عنه فظهر. (يراجع:
)
(۶)
«نَشَرَ»: النشر، نشر الثوب و الصحيفة و السحاب و النعمة و الحديث: بسطها، قال تعالى:
(وَ إِذَا اَلصُّحُفُ نُشِرَتْ) ، و هو بسط بعد قبض، و من مصاديقه نشر الموتى و إعادتهم... (يراجع:
)
(۷)
«وَتَّدَ»: من باب (وَعَد) إدخال شيء في محلّ، و إحكامه فيه، أي: أثبته كإدخال المسمار أو الخشب أو الحجر في محلّ مع الإحكام و الشدّ، جمعه (أوتاد)، قال تعالى:
(أَ لَمْ نَجْعَلِ اَلْأَرْضَ مِهٰاداً • وَ اَلْجِبٰالَ أَوْتٰاداً) . (يراجع:
)
(۸)
«مَيَدَانَ»: مَيَدَ: هو حركة اضطراب مطلق إلى أيّ جهةٍ، و من ذلك الميدان و المائدة؛ فإنّ المَيَدان فيها حركة و اضطراب في المجيء و الذهاب، و الفرق بين الميد و الميل: أنّ الميل يكون في جانب واحد، و الميد هو أن يميل مرّة يمنةً و مرّة يسرة. (يراجع:
)
«أَوَّلُ اَلدِّينِ مَعْرِفَتُهُ وَ كَمَالُ مَعْرِفَتِهِ اَلتَّصْدِيقُ بِهِ وَ كَمَالُ اَلتَّصْدِيقِ بِهِ تَوْحِيدُهُ وَ كَمَالُ تَوْحِيدِهِ اَلْإِخْلاَصُ لَهُ وَ كَمَالُ اَلْإِخْلاَصِ لَهُ نَفْيُ اَلصِّفَاتِ عَنْهُ لِشَهَادَةِ كُلِّ صِفَةٍ أَنَّهَا غَيْرُ اَلْمَوْصُوفِ وَ شَهَادَةِ كُلِّ مَوْصُوفٍ أَنَّهُ غَيْرُ اَلصِّفَةِ فَمَنْ وَصَفَ اَللَّهَ سُبْحَانَهُ فَقَدْ قَرَنَهُ (۱) وَ مَنْ قَرَنَهُ فَقَدْ ثَنَّاهُ (۲) وَ مَنْ ثَنَّاهُ فَقَدْ جَزَّأَهُ (۳) وَ مَنْ جَزَّأَهُ فَقَدْ جَهِلَهُ وَ مَنْ جَهِلَهُ فَقَدْ أَشَارَ إِلَيْهِ وَ مَنْ أَشَارَ إِلَيْهِ فَقَدْ حَدَّهُ وَ مَنْ حَدَّهُ فَقَدْ عَدَّهُ وَ مَنْ قَالَ فِيمَ (۴) فَقَدْ ضَمَّنَهُ وَ مَنْ قَالَ عَلاَ مَ فَقَدْ أَخْلَى مِنْهُ. كَائِنٌ لاَ عَنْ حَدَثٍ (۵) مَوْجُودٌ لاَ عَنْ عَدَمٍ مَعَ كُلِّ شَيْءٍ لاَ بِمُقَارَنَةٍ وَ غَيْرُ كُلِّ شَيْءٍ لاَ بِمُزَايَلَةٍ (۶) فَاعِلٌ لاَ بِمَعْنَى اَلْحَرَكَاتِ وَ اَلْآلَةِ بَصِيرٌ إِذْ لاَ مَنْظُورَ إِلَيْهِ مِنْ خَلْقِهِ مُتَوَحِّدٌ إِذْ لاَ سَكَنَ يَسْتَأْنِسُ بِهِ وَ لاَ يَسْتَوْحِشُ لِفَقْدِهِ.»
(۱)
«قَرَنَهُ»: جمع شيء إلى شيء من باب (ضَرَب)، و الاقتران كالإزدواج في كونه اجتماع شيئين أو أشياء في معنى من المعاني. (يراجع:
)
(۲)
«ثَنَّاهُ»: هو تكرير الشيء مرّتين أو جعله شيئين متواليين أو متباينين و ذلك قوله: ثنيت الشيء ثنياً، أي: عطفته. (يراجع:
)
(۳)
«جَزَّأَ»: الجزء واحد الأجزاء، و جزّأت الشيء جزءاً، إذا قسمته و جعلته أجزاء، و جزّأته تجزئياً، جعلته أجزاء متميّزة فتجزَّأ، و الجزء هو البعض. (يراجع:
)
(۴)
«فِيمَ»: مؤلفّة من حرف الجرّ (في) و (ما) الاستفهاميّة، و حذفت الألف منها تخفيفاً في الاستفهام، و هذه قاعدة كلّيّة، قال ابن هشام: و يجب حذف ألف (ما) الاستفهاميّة إذا جرّت، و بقاء الفتحة دليلاً عليها، و مثله قوله (علام). (يراجع:
)
(۵)
«حَدَثٍ»: حدث الشيء حدوثاً من باب (قَعَدَ): تجدّد وجوده أو كون الشيء بعد أن لم يكن، و إحداثه: إيجاده. (يراجع:
)
(۶)
«مُزَايَلَةٍ»: زايله مزايلة و زيالاً: فارقه، و التزايل: التباين و الإحتشام، و هو من قولهم: زلت الشيء أزيله زيلاً، أي: مزته و فرِقته. (يراجع:
)